الصيام الحق 5/8/2011
وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الغفور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور جعل رمضان سيد الأيام والشهور وضاعف فيه الحسنات والأجور ألهى إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم وان كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير الآثم وأشهد أن سيدنا... بعثه الله بالهدى والنور. محمد ثابت الميثاق حافظه محمد طيب الأخلاق والشيم محمد حبيت بالنور طينته محمد لم يزل نورا من القدم محمد حاكم بالعدل ذو شرف محمد معدن الأنعام والحكم صلى عليك.. أما بعد فأوصيكم.. عباد الله:
المسلِمُ في عمرِه المحدود وأيّامه القصيرةِ في الحياةِ قد جعلَ الله تعالى له مواسِمَ الخير وأعطاه مِن شرَف الزمان والمكان ما يسدُّ به الخلَلَ ويقوِّم المعوَجَّ من حياته، ومن تلك المواسمِ شهرُ رمضان المبارك، قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. في رَمضانَ تخفّ وطأةُ الشهوات على النفوسِ المؤمِنة، وتُرفَع أكُفُّ الضّراعةِ في اللّيل والنهار، فواحِدٌ يسأل العفوَ عن زلّته، وآخَر يسأل التوفيقَ لطاعتِه، وثالثٌ يستعيذ به من عقوبَتِه ورابعٌ يرجو منه جميلَ مثوبتِه وخامِس شَغلَه ذكرُه عن مسألتِه فسبحان من وفَّقَهم وغيرُهم محروم.
شهر رمضان شهر قوّة وعطاء، شهر مثابرةٍ وإيمان، شهر عملٍ وصبر، ثمارُ الصومِ ونتائجُه مدَد من الفضائل، لا يحصيها العدّ، ولا تقَع في حساب الكَسول اللاهي الذي يضيِّعُ شهرَه في الاستغراقِ في النّوم وذَرعِ الأسواق ليلاً وقتلِ الوَقت لهوًا.
الصّيام جُنّة من النار كما روى عن جابر رضي الله عنه أنّ النبيَّ قال: (إنّما الصيام جنّة يستجِنّ بها العبدُ من النار).
الصيام يشفَع لصاحبه قال : (الصيامُ والقرآن يشفعان للعبد يومَ القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ، منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل فشفِّعني فيه قال: فيشفَّعَان). الصّومُ كفّارة ومغفِرةٌ للذّنوب، فإنّ الحسنات تكفِّر السيئاتِ، فقد قال : (من صامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه).
الصّيام سببٌ للسّعادة في الدّارين، فقد قال والذي نفسُ محمّد بيده، لخلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريحِ المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقيَ ربّه فرحَ بصومِه). فهل نجعل من رمضان موسمًا للعودة إلى الله ومناسبةً للمحاسبة وإصلاحِ التّقصير في جنب الله؟! وهل يكون رمضانُ فرصة لكلّ مسلمٍ لينصرَ أخاه ظالمًا أو مظلومًا؟! فيسود الصفاءُ المجتمعَ المسلم. هل يكون رمضان فرصةً للأغنياء والمترَفين ليعيشوا حاجةَ الفقراء ويشكروا النعمةَ بوضعها حيث أراد المنعِمُ، فيسهموا في إنقاذ الجائعين في الأمّة الإسلاميّة وما أكثرَهم؟! هل يكون رمضان فرصةً لكلّ مسلم ليدركَ أن التساهلَ يؤدّي إلى الكبائر، فيقلع عن الغيبة والنميمة وسوء الظنّ والاحتقار والازدراء؟!.
رمضان مدرسة كبرى نتدرَّب في ليله ونهاره ونغذّي جوارحَنا بنفحاته؛ حتى تتحرّك جميعها كما أراد لها ربّها.
مدرسة الصيام تربِّي على الإرادة الجازمة والعزيمة الصادقةِ، تلك التي تكسِر غوائلَ الهوى وتردّ هواجسَ الشرِّ، أيّ إرادة قويّة، بل أيّ نظام أدقّ من أن ترى المؤمنَ في مشارق الأرض ومغاربها يمسك عن طعامه وشرابه مدّةً من الزمن، ثمّ يتناوله في وقتٍ معيّن، ثم يمسك زمامَ نفسه من أن تذلَّ لشهوةٍ أو تُسترَقَّ لنزوةٍ أو ينحرفَ في تيّار الهوى، لا يرفث، ولا يصخَب ولا يفسُق ولو جرح جاهِلٌ مشاعرَه واستثار كوَامِنَه لجَم نوازِعَ الشرّ بقوله: إني امرؤٌ صائِم.
الصيامُ الحقُّ يثمِر تطهيرَ القلبِ من الأحقادِ والمآثم والشرور وكفَّ الألسن عن اللّغو وغضَّ البصر عن الحرام فمن الصائمين من ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش، نعم، الذي يترك الطعامَ ويأكل بالغيبة لحومَ إخوانه، يكفّ عن الشراب ولكنّه لا يكفّ عن الكذب والغشّ والعدوان على الناس، الصيام الحقُّ يجعل المسلمَ أوسع صدرًا وأندى لسانًا وأبعدَ عن المخاصمة والشرّ، وإذا رأى زلّةً احتملها، وإن وجد إساءةً صبر عليها.
من بركة هذا الشهر عظمُ فضلِ الأعمال الصالحة، ومنها قيام الليل، فقد كان الرسول يرغِّب في قيام رمضان فيقول: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه). الصدقة؛ فقد كان النبيّ أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل.
وان دعاء الصائم عند فطره مستجاب لقول النبي: (ثلاثةٌ لا ترَدّ دعوتُهم: الأمام العادل، والصائم حين يفطِر، ودعوة المظلوم).
حاتم جميل السحيمات
وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الغفور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور جعل رمضان سيد الأيام والشهور وضاعف فيه الحسنات والأجور ألهى إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم وان كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير الآثم وأشهد أن سيدنا... بعثه الله بالهدى والنور. محمد ثابت الميثاق حافظه محمد طيب الأخلاق والشيم محمد حبيت بالنور طينته محمد لم يزل نورا من القدم محمد حاكم بالعدل ذو شرف محمد معدن الأنعام والحكم صلى عليك.. أما بعد فأوصيكم.. عباد الله:
المسلِمُ في عمرِه المحدود وأيّامه القصيرةِ في الحياةِ قد جعلَ الله تعالى له مواسِمَ الخير وأعطاه مِن شرَف الزمان والمكان ما يسدُّ به الخلَلَ ويقوِّم المعوَجَّ من حياته، ومن تلك المواسمِ شهرُ رمضان المبارك، قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. في رَمضانَ تخفّ وطأةُ الشهوات على النفوسِ المؤمِنة، وتُرفَع أكُفُّ الضّراعةِ في اللّيل والنهار، فواحِدٌ يسأل العفوَ عن زلّته، وآخَر يسأل التوفيقَ لطاعتِه، وثالثٌ يستعيذ به من عقوبَتِه ورابعٌ يرجو منه جميلَ مثوبتِه وخامِس شَغلَه ذكرُه عن مسألتِه فسبحان من وفَّقَهم وغيرُهم محروم.
شهر رمضان شهر قوّة وعطاء، شهر مثابرةٍ وإيمان، شهر عملٍ وصبر، ثمارُ الصومِ ونتائجُه مدَد من الفضائل، لا يحصيها العدّ، ولا تقَع في حساب الكَسول اللاهي الذي يضيِّعُ شهرَه في الاستغراقِ في النّوم وذَرعِ الأسواق ليلاً وقتلِ الوَقت لهوًا.
الصّيام جُنّة من النار كما روى عن جابر رضي الله عنه أنّ النبيَّ قال: (إنّما الصيام جنّة يستجِنّ بها العبدُ من النار).
الصيام يشفَع لصاحبه قال : (الصيامُ والقرآن يشفعان للعبد يومَ القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ، منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل فشفِّعني فيه قال: فيشفَّعَان). الصّومُ كفّارة ومغفِرةٌ للذّنوب، فإنّ الحسنات تكفِّر السيئاتِ، فقد قال : (من صامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه).
الصّيام سببٌ للسّعادة في الدّارين، فقد قال والذي نفسُ محمّد بيده، لخلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريحِ المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقيَ ربّه فرحَ بصومِه). فهل نجعل من رمضان موسمًا للعودة إلى الله ومناسبةً للمحاسبة وإصلاحِ التّقصير في جنب الله؟! وهل يكون رمضانُ فرصة لكلّ مسلمٍ لينصرَ أخاه ظالمًا أو مظلومًا؟! فيسود الصفاءُ المجتمعَ المسلم. هل يكون رمضان فرصةً للأغنياء والمترَفين ليعيشوا حاجةَ الفقراء ويشكروا النعمةَ بوضعها حيث أراد المنعِمُ، فيسهموا في إنقاذ الجائعين في الأمّة الإسلاميّة وما أكثرَهم؟! هل يكون رمضان فرصةً لكلّ مسلم ليدركَ أن التساهلَ يؤدّي إلى الكبائر، فيقلع عن الغيبة والنميمة وسوء الظنّ والاحتقار والازدراء؟!.
رمضان مدرسة كبرى نتدرَّب في ليله ونهاره ونغذّي جوارحَنا بنفحاته؛ حتى تتحرّك جميعها كما أراد لها ربّها.
مدرسة الصيام تربِّي على الإرادة الجازمة والعزيمة الصادقةِ، تلك التي تكسِر غوائلَ الهوى وتردّ هواجسَ الشرِّ، أيّ إرادة قويّة، بل أيّ نظام أدقّ من أن ترى المؤمنَ في مشارق الأرض ومغاربها يمسك عن طعامه وشرابه مدّةً من الزمن، ثمّ يتناوله في وقتٍ معيّن، ثم يمسك زمامَ نفسه من أن تذلَّ لشهوةٍ أو تُسترَقَّ لنزوةٍ أو ينحرفَ في تيّار الهوى، لا يرفث، ولا يصخَب ولا يفسُق ولو جرح جاهِلٌ مشاعرَه واستثار كوَامِنَه لجَم نوازِعَ الشرّ بقوله: إني امرؤٌ صائِم.
الصيامُ الحقُّ يثمِر تطهيرَ القلبِ من الأحقادِ والمآثم والشرور وكفَّ الألسن عن اللّغو وغضَّ البصر عن الحرام فمن الصائمين من ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش، نعم، الذي يترك الطعامَ ويأكل بالغيبة لحومَ إخوانه، يكفّ عن الشراب ولكنّه لا يكفّ عن الكذب والغشّ والعدوان على الناس، الصيام الحقُّ يجعل المسلمَ أوسع صدرًا وأندى لسانًا وأبعدَ عن المخاصمة والشرّ، وإذا رأى زلّةً احتملها، وإن وجد إساءةً صبر عليها.
من بركة هذا الشهر عظمُ فضلِ الأعمال الصالحة، ومنها قيام الليل، فقد كان الرسول يرغِّب في قيام رمضان فيقول: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه). الصدقة؛ فقد كان النبيّ أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل.
وان دعاء الصائم عند فطره مستجاب لقول النبي: (ثلاثةٌ لا ترَدّ دعوتُهم: الأمام العادل، والصائم حين يفطِر، ودعوة المظلوم).
حاتم جميل السحيمات
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre