وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات و الأرض وما بينهما العزيز الغفار حكم بالفناء على أهل هذه الدار، ووعدهم اما جنة واما نار تزود للذي لا بد منه فإن الموت ميقات العباد وتب من ما جنيت وأنت حي وكـن متنبها قبل الرقـاد ستندم إن رحلت بغـير زاد وتشقى إذ ينـاديك المنـادي أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد وأشهد أن.. النبي المصطفى المختار، هو صاحبُ الخلقِ الرفيعِ على المدى هو قائدٌ للمسلمينَ همامُ، هو سيدُ الأخلاق ِدون منافـسٍ هو ملهمٌ هو قائدٌ مقدامُ صلى عليك... فأوصيكم ... عباد الله:
الرحيل: هو ترك مكان الى مكان آخر، بلا رجوع، فلقد خلق الله الخلق في هذه الحياة، وقدر لهم أقداراً، وضرب لهم آجالاً ليل يدبر وصبح يتنفس يُخلق أقوام، ويقبض آخرون، والحياة سائرة بسننها وحِكمها، والناس فيها يغدون ويروحون، مطيع وعاص مؤمن وكافر، يتمنى فيها امرؤ زوال يومه ليزول معه غمه وهمه، وآخر يتمنى دوام يومه ليتلذذ بفرحه وسروره، وفي تقلب أيام الدنيا مزدجر، وفي تنوع أحوالها مدّكر.
إن السعيد لا يركن إلى الخُدَع، ولا يغترُّ بالطمع، فكم من مستقبِل يوماً لا يستكمله وكم من مؤَمِّلٍ لغدٍ لا يدركه {وَلَن يُؤَخّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فاحذروا الدنيا ومكائدها، فكم غرّت من مُخلِد فيها، وصرعت من مكبّ عليها، فعن ابن عمر قال: أخذ رسول الله بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول: (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك).
عباد الله: احتطبوا زاداً كافياً وأعدوا جواباً شافياً واستكثروا في أعماركم من الحسنات، وتداركوا ما مضى من الهفوات، وبادروا فرصة الأوقات، قبل أن ينادي بكم منادي الشتات، ويفجأكم هادم اللذات فعن جابر قال: سمعت النبي يعظ رجلاً ويقول له: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك، فما بعد الدنيا من مستعتب ولا بعد الدنيا دارٌ إلا الجنة أو النار). فيا من قد بقي من عمره القليل، ولا يدري متى يقع الرحيل، يا من تُعد عليه أنفاسه استدركها، يا من ستفوت أيامه أدركها، نفسك أعزُّ ما عليك فلا تهلكها، فعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله : (كل الناس يغدو فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها)
ويا من أقعده الحرمان يا من أركسه العصيان كم ضيّعت من أعوام وقضيتها في اللهو والمنام، كم أغلقت باباً على قبيح، كم أعرضت عن قول النصيح، كم صلاة تركتها، ونظرة أصبتها، وحقوق أضعتها ومناهي أتيتها وشرور نشرتها أنسيت ساعة الاحتضار حين يثقل منك اللسان وترتخي اليدان، وتشخصُ العينان، ويبكي عليك الأهل والجيران.
عباد الله، أين من عاشرناه كثيراً وألفنا، أين من مِلنا إليه بالوداد وانعطفنا، كم أغمضنا من أحبابنا جَفْناً، كم عزيز دفنّاه وانصرفنا، كم قريب أضجعناه في اللحد وما وقفنا، فهل رحم الموت منا مريضاً لضعف حاله وأوصاله؟! هل ترك كاسباً لأجل أطفاله؟! هل أمهل ذا عيال من أجل عياله؟!.
فيا من تمرّ عليه سنة بعد سنة، وهو في نوم الغفلة والسِنة، يا من يأتي عليه عام بعد عام، وقد غرق في بحر الخطايا وهام، قل لي بربك لأي يوم أخرت توبتك؟! ولأي عام ادخرت أوبتك؟! إلى عام قابل، وحول حائل، فما إليك مدة الأعمار، ولا معرفة المقدار، فتوبوا إلى ربكم قبل أن يشتمل الهدم على البناء، والكدر على الصفاء، وينقطع من الحياة حبل الرجاء، وقبل أن تخلو المنازل من أربابها، وتؤذن الديار بخرابها، واغتنموا ممرَّ الساعات والأيام والأعوام، وليحاسب كل واحد منكم نفسه، فقد سعد من لاحظها وحاسبها، وفاز من تابعها وعاتبها. وهلموا إلى دار لا يموت سكانها، ولا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبابها، ولا يتغير حُسنها، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، والأعمال بالخواتيم، والمرء يموت على ما عاش عليه، ويُبعث على ما مات عليه.
لقد أزف الرحيل وقرب التحويل، والعمر أمانة، سيُسأل عنه المرء يوم القيامة، فعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال: (لا تزول قدما ابن ادم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم).
{ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم}
حاتم جميل السحيمات
الرحيل: هو ترك مكان الى مكان آخر، بلا رجوع، فلقد خلق الله الخلق في هذه الحياة، وقدر لهم أقداراً، وضرب لهم آجالاً ليل يدبر وصبح يتنفس يُخلق أقوام، ويقبض آخرون، والحياة سائرة بسننها وحِكمها، والناس فيها يغدون ويروحون، مطيع وعاص مؤمن وكافر، يتمنى فيها امرؤ زوال يومه ليزول معه غمه وهمه، وآخر يتمنى دوام يومه ليتلذذ بفرحه وسروره، وفي تقلب أيام الدنيا مزدجر، وفي تنوع أحوالها مدّكر.
إن السعيد لا يركن إلى الخُدَع، ولا يغترُّ بالطمع، فكم من مستقبِل يوماً لا يستكمله وكم من مؤَمِّلٍ لغدٍ لا يدركه {وَلَن يُؤَخّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فاحذروا الدنيا ومكائدها، فكم غرّت من مُخلِد فيها، وصرعت من مكبّ عليها، فعن ابن عمر قال: أخذ رسول الله بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول: (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك).
عباد الله: احتطبوا زاداً كافياً وأعدوا جواباً شافياً واستكثروا في أعماركم من الحسنات، وتداركوا ما مضى من الهفوات، وبادروا فرصة الأوقات، قبل أن ينادي بكم منادي الشتات، ويفجأكم هادم اللذات فعن جابر قال: سمعت النبي يعظ رجلاً ويقول له: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك، فما بعد الدنيا من مستعتب ولا بعد الدنيا دارٌ إلا الجنة أو النار). فيا من قد بقي من عمره القليل، ولا يدري متى يقع الرحيل، يا من تُعد عليه أنفاسه استدركها، يا من ستفوت أيامه أدركها، نفسك أعزُّ ما عليك فلا تهلكها، فعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله : (كل الناس يغدو فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها)
ويا من أقعده الحرمان يا من أركسه العصيان كم ضيّعت من أعوام وقضيتها في اللهو والمنام، كم أغلقت باباً على قبيح، كم أعرضت عن قول النصيح، كم صلاة تركتها، ونظرة أصبتها، وحقوق أضعتها ومناهي أتيتها وشرور نشرتها أنسيت ساعة الاحتضار حين يثقل منك اللسان وترتخي اليدان، وتشخصُ العينان، ويبكي عليك الأهل والجيران.
عباد الله، أين من عاشرناه كثيراً وألفنا، أين من مِلنا إليه بالوداد وانعطفنا، كم أغمضنا من أحبابنا جَفْناً، كم عزيز دفنّاه وانصرفنا، كم قريب أضجعناه في اللحد وما وقفنا، فهل رحم الموت منا مريضاً لضعف حاله وأوصاله؟! هل ترك كاسباً لأجل أطفاله؟! هل أمهل ذا عيال من أجل عياله؟!.
فيا من تمرّ عليه سنة بعد سنة، وهو في نوم الغفلة والسِنة، يا من يأتي عليه عام بعد عام، وقد غرق في بحر الخطايا وهام، قل لي بربك لأي يوم أخرت توبتك؟! ولأي عام ادخرت أوبتك؟! إلى عام قابل، وحول حائل، فما إليك مدة الأعمار، ولا معرفة المقدار، فتوبوا إلى ربكم قبل أن يشتمل الهدم على البناء، والكدر على الصفاء، وينقطع من الحياة حبل الرجاء، وقبل أن تخلو المنازل من أربابها، وتؤذن الديار بخرابها، واغتنموا ممرَّ الساعات والأيام والأعوام، وليحاسب كل واحد منكم نفسه، فقد سعد من لاحظها وحاسبها، وفاز من تابعها وعاتبها. وهلموا إلى دار لا يموت سكانها، ولا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبابها، ولا يتغير حُسنها، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، والأعمال بالخواتيم، والمرء يموت على ما عاش عليه، ويُبعث على ما مات عليه.
لقد أزف الرحيل وقرب التحويل، والعمر أمانة، سيُسأل عنه المرء يوم القيامة، فعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال: (لا تزول قدما ابن ادم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم).
{ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم}
حاتم جميل السحيمات
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre