النظام 20/ 5 /2011

وأشهد أن لا إله إلا الله يقول: (عبدي أنت تريد وانأ أريد فإن أنت سلمت لي في ما أريد أرحتك فيما تريد وإن أنت لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد). سهدت أعين ونامت عيون في شؤون تكون أو لا تكون فاطرح الهم ما استطعت فحملانك الهموم جنون إن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون وأشهد أن ... يقول: (اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله إن صادف أهله فهو أهله وإن لم يصادف أهله فأنت أهله) صلت عليك ملائكة الرحمن وسر الضياء بسائر الاكوان لما طلعت على الوجود مزودا بحمى الاله وراية القرآن صلى عليك الله... أما بعد فأوصيكم عباد الله:
النظام: هو كل شيء يرتب الحياة، وهو الخيط الذي ينظم به اللؤلؤ ونحوه. فالكون يسير بنظام صارم ودقيق وضعه الله سبحانه وتعالى فكل ذرة من ذرات هذا الكون لها مكانها وموقعها المحدد ولها حركتها الخاصة بها. قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}، وقوله تعالى: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} وقوله تعالى: {لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}. وهذا النظام العام الذي يحكم الكون بأسره يدعونا إلى أخذ صفة النظام من حقل الكون لتكون حياتنا منظّمة قائمة على التنظيم، والتخطيط، والتدبير والترتيب، ولا تكون تصرفاتنا عشوائية وقائمة على الارتجال والعبث.
الفرد ليس أمامه لتحقيق امنياته إلا أن ينظّم حياته، فهناك من ينجز أعمالاً كثيرة في حياته، وذلك لأنها مرتبة ومنظّمة، ولأنه يحسن الاستفادة من فترة وجوده ومن الإمكانيات المتاحة له ولذا تمتلئ حياته بالإنتاج والعطاء وهناك من تخلو حياته من العطاء، تمر عليه الفرص كمر السحاب فلا يستفيد منها.
فكيف ينظم الإنسان حياته؟ اولا: الوقت لان الوقت هو الحياة، وليس هناك شيء أغلى من الوقت في حياة الإنسان، أنّ الوقت والحياة غاليان. دقات قلب المرء قائلة له *** إن الحياة دقائق و ثوان، فما دامت الحياة هي الوقت، يلزم على الإنسان أن لا يضيع هذا الوقت ولا يدع الزمن يمر عليه دون فائدة، بل يستفيد من كل دقيقة من الدقائق بما ينفعه في دنياه وآخرته وألا تأتي عليه لحظات يتمنى فيها ويقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} ولن تتأتى له الاستفادة من الوقت إلا بالتخطيط فمن المناسب أن يكون عند الإنسان لكل يوم تخطيط وثانيا تنظيم التصّرف في الإمكانيات فالأموال التي بيد الإنسان والإمكانيات التي تتاح له عليه أن ينظم ويرشد استهلاكه لها تبعاً للأولويات التي تستلزمها حياته، فالإسراف حرام شرعاً، وتفويت الأولويات ممنوع عنه شرعاً. على الإنسان أن ينظم ويتصرف في أمواله بالشكل السليم المحقق لحاجاته وحاجات عائلته وحاجات مجتمعه أيضاً فهذه الأموال ليست لك فقط وإنما{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ}، فالحاجات الموجودة في المجتمع أنت أيضاً معنيٌّ بها.
وكذلك النظام على المستوى الاجتماعي، فلا بد أن يكون هناك نظام في المجتمع وقانون يحدد مجال حركة كل فرد، وعلاقته ببقية الأفراد فإذا كان الناس لا يلتزمون بتطبيق النظام والقانون فإنه لا يكون له أثره فتكون حياة الناس مضطربة. فيجب على الفرد أن يرعى هذه القوانين، وكمثال قانون السير، مع كثرة السيارات، ومع تعدد الاتجاهات لا بد من نظام، هذا النظام ينبغي أن يراعى وأن يحترم، وإذا لم يراعى هذا النظام تحدث الحوادث وتحصل المآسي. وجاءت أحاديث تؤكد على احترام القانون وتطبيقه على الجميع دون محاباة. فالقانون ينبغي أن يطبق على الجميع لكي يحترمه الجميع.
إن تطبيق النظام على الجميع سواسية من أبرز معالم التحضر عند الأفراد وفي المجتمعات. ولن يكون استخدام أحدث المنتجات التقنية دليلاً على التحضر، ما دمنا نعيش حالة الفوضى في التعامل مع الناس. وهنا يأتي دور التربية لتكون عاملاً مساعداً حتى ينشأ الفرد على أساس احترام النظام والقانون. لا بد أن يربى الطفل من صغره على احترام النظام.
فالمجتمعات المتقدمة تنظم نفسها في مختلف الجوانب في الدخول والخروج، فترى الحركة منسابة بهدوء واحد وراء الثاني وبشكل منظم. بينما ترى مجتمعات أخرى تتدافع في كل مكان، وتعاليم دينا تحثنا على التنظيم، ويتجلى ذلك في الكثير من مظاهر الدين، من ذلك صلاة الجماعة، وهي مظهر للنظام، ففيها إمام يتقدم الصفوف، والصفوف لابد أن تكون متساوية وممتلئة خلف الإمام، وانتظام حركة المأمومين مع الإمام.
حاتم جميل السحيمات

الله يجزيك الخير خطبة مهمة خصوصا للي عندو فـــــــــــــــــوضى .أحيانا الفوضى والتمرد على القوانين يكون جميلا جدا صدقني الفوضى هي سر الإبداع كفوضى الحواس ,لكن النظام يأتي ليرتب الامور ويشعرنا بالراحة النفسية كعندما نرتب افكارنا نصبح قادرين على الكلام بغير عشوائية وهذا يعكس تفاهم بين الناس .النظام شيخ القبائل يجلس على كرسيه والكل يحترمه و يوقره بل ويقدمون له القهوة فهو الحكيم وهو السديد وهو المقنع .الخطبة شملت عدة جوانب منها الجانب النفسي فالنظام يريح الأنفس ,وسرعان ما انتقلت إلى الجانب الإقتصادي وعلاقته بالوقت فهناك ما يسمى باقتصاد الوقت وكذكك والأهم هناك تركيز على الجانب الإجتماعي فكما قال عالم الإجتماع ابن خلدون أن الإنسان كائن إجتماعي بحد ذاته وأنا أقول بأنه كائن إنساني بالرغم من تحوّر البعض إلى الات عشوائية ليس لديها مشاعر .فالنظام يشمل جميع الحواس التي كرمنا الله بها .كم أغار من النحل عندما أنظر إلى بيته وكم أتعلم من النمل طريقة سيره نعم النملة الواحدة تساوي بنظري ألف صديق أتكلم معها وأسئلها فتسير بنظام و بكبرياء .هي حياة الجد والعمل .ونحن كما نعلم في عصر السرعة يكاد يسبقنا الزمن ولكن والحمدلله يأتي التخطيط بأناقته كي يرتبنا .فالبتالي نشعر بأمن والأمان .

العفو أستاذ حـــــــــــــــاتم .ثقتكم شرف كبير لنا , وتشجيعك أكبر من لينتي بكثير كل ما هنالك أنني أحاول .أسأل لك التوفيق .لا يُعلى على أسلوبك المرغب بطريقة غير مباشرة .كم شعرت بالندم على كل ثانية سقطت سهوا من حياتي فالحكمة ليست بالوقت وإنما ببركته .فالحياة نظام والنظام حياة وكم شعرت بالتفاؤل بأنه لا زال وقت .بـارك الله لكم