صراع الحق والباطل 16/9/2011
واشهد ان لا اله الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا إله إلا الله الولي الحميد، لا إله إلا الله العظيم المجيد، لا إله إلا الله المؤمل لكشف كل كرب شديد لا إله إلا الله المرجو للإحسان والإفضال والمزيد لا إله إلا الله استوى في علمه القريب والبعيد سبحان فارج الكربات سبحان مجيب الدعوات، سبحان مغيث اللهفات. وأشهد أن... بعثه الله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين وحجة على العباد أجمعين فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. لي فيك يا ارض الحجاز حبيب نور العيون وللقلوب طبيب في الأرض احمد وفي السماء محمد عند الإله مقرب محبوب صلى عليك الله يا علم الهدى... أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.. عباد الله:
أنَّ الحقّ والباطلَ في هذه الدنيا في صراعٍ دائم مستمِرّ، ليستبينَ مَن هو صادقُ الإيمان قويّ اليقين، مِمّن يعبُد اللهَ على حرف، ومِن تلك السنن أن ابتلى عبادَه المؤمنين؛ بأعدائِهم ليظهرَ مَن كان صادقًا ثابتًا على الحقّ، حيث يقول تعالى: {وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}، ومِن سننِه تعالى أنّ هذا الدينَ الإسلاميّ دينٌ سيظلّ إلى أن يرِث الله الأرضَ ومن عليها وهو خير الوارثين، فهو خاتمة الأديانِ كلِّها، قال جلّ جلاله: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـافِرُونَ} كم تعرَّضت الأمّة لحملاتٍ من أعدائها على اختلاف القرون، ومع ذلك لا يزال هذا الدينُ ظاهرًا قويًّا، فالعزُّ والتوفيق من الله قال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ}.
أيها المسلمون إن معركة المصير التي قضى الله أن لا تَخْبُوَ نارُها ولا تخمد جذوتها ولا يسكن لهيبها بل تظلُّ مستعرةً حتى يرث الله الأرض ومن عليها هي معركة الحق مع الباطل والهدى مع الضلال والكفر مع الإيمان. وإن هذه المعركة بين الخير والشر في كل صوره وألوانه، في كل زمان ومكان مهما اختلفت راياته وكثر جنده وعظم كيده وأحدق خطره، وهي لذلك ليست وليدةَ اليوم بل هي فصولٌ متعاقبة موغلةٌ في القدم يرويها الذكر الحكيم، تبصرةً وذكرى للذاكرين، وهدى وموعظة للمتقين.
فهذا الخليل إبراهيم عليه السلام واجه الباطل لتقويض عبادة الأصنام التي عكف عليها قومه؛ واستنقاذِهم من وهدة هذا الضلال المبين، حتى يكون الدين كلُّه لله، وحتى لا يُعبد في الأرض سواه، ثم ما كان من مقابلة الباطل وأهله لهذا الحقَّ بأعنف ما في جعبتهم من سهام الكيد والأذى، حتى انتهى بهم الأمر إلى إلقائه حياً في النار، لكن هذه الحملة باءت بالفشل فيما قصدت إليه، وسجَّل سبحانه على المبطلين ذلك في قرآن يتلى، ليُذكِّر به على الدوام أن الغلبة للحق، وأن الهزيمة للباطل كما قال سبحانه: {قَالُواْ حَرّقُوهُ وَانصُرُواْ ءالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يا نَارُ كُونِى بَرْداً وَسَلامَا عَلَى إِبْراهِيمَ وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ}.
وتلك معركة الحق الذي رفع لواءه موسى عليه السلام مع الباطل الذي رفع لواءه فرعون، وتمادى به الشر والنُّكر حتى قال لقومه: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَه غَيْرِى} ولكن إرادة الله للحق أن ينتصر وللباطل أن يندحر أعقبت هلاك فرعونَ وجنودِه ونجاةَ موسى ومن معه، كما قال سبحانه: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بّعَصَاكَ الْبَحْرَ فانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
وتلك معركة الحق مع الباطل التي استعرت نيرانها بين خاتم النبيين وإمام المتقين عليه أفضل الصلاة والتسليم وبين الملأ من قومه صناديدِ قريش وأشياعهم الذين ظنوا أنهم قادرون على إطفاء نور الله بأفواههم وإيقاف مد الحق الذي دهمهم في عُقر دورهم، فلم تكن العاقبة إلا ما قضى الله به من ظهورٍ لدينه وغلبةٍ لجنده وهزيمةٍ لعدوه وقطعٍ لدابرهم، تجلّت صورته في نهاية الأمر بوقوف رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه أمام البيت المشرَّف، يكسر الأصنام من حوله تالياً قول ربه سبحانه: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}، وإن ما يحصل اليوم في العالم الاسلامي لهي حلقة من حلقات معركة المصير؛ لأنها صورة حية من صور المواجهة بين الحق المدافع عن دينه الذابِّ عن حريته وعزته وكرامته، وبين الباطل المعتدي المنتهك للحرمات القاتل للأبرياء الذي لا يرقب في مؤمن إلاًّ ولا ذمة. لكن معركة المصير ـ يا عباد الله ـ وإن تكن طويلة الأمد متصلة الحلقات، غير أنها كما كانت في الماضي ـ بتقدير من العزيز الحكيم ـ ستكون نصراً للحق، ودحراً للباطل، ورِفعةً للمؤمنين، وذلاً وصغاراً للمبطلين الكافرين، فسوف تكون كذلك ـ إن شاء الله ـ عزاً وظفراً وغلبةً للإسلام.
وصدق الله تعالى حيث يقول: {ولينصرن الله من ينصره}.
حاتم جميل السحيمات
واشهد ان لا اله الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا إله إلا الله الولي الحميد، لا إله إلا الله العظيم المجيد، لا إله إلا الله المؤمل لكشف كل كرب شديد لا إله إلا الله المرجو للإحسان والإفضال والمزيد لا إله إلا الله استوى في علمه القريب والبعيد سبحان فارج الكربات سبحان مجيب الدعوات، سبحان مغيث اللهفات. وأشهد أن... بعثه الله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين وحجة على العباد أجمعين فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. لي فيك يا ارض الحجاز حبيب نور العيون وللقلوب طبيب في الأرض احمد وفي السماء محمد عند الإله مقرب محبوب صلى عليك الله يا علم الهدى... أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.. عباد الله:
أنَّ الحقّ والباطلَ في هذه الدنيا في صراعٍ دائم مستمِرّ، ليستبينَ مَن هو صادقُ الإيمان قويّ اليقين، مِمّن يعبُد اللهَ على حرف، ومِن تلك السنن أن ابتلى عبادَه المؤمنين؛ بأعدائِهم ليظهرَ مَن كان صادقًا ثابتًا على الحقّ، حيث يقول تعالى: {وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}، ومِن سننِه تعالى أنّ هذا الدينَ الإسلاميّ دينٌ سيظلّ إلى أن يرِث الله الأرضَ ومن عليها وهو خير الوارثين، فهو خاتمة الأديانِ كلِّها، قال جلّ جلاله: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـافِرُونَ} كم تعرَّضت الأمّة لحملاتٍ من أعدائها على اختلاف القرون، ومع ذلك لا يزال هذا الدينُ ظاهرًا قويًّا، فالعزُّ والتوفيق من الله قال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ}.
أيها المسلمون إن معركة المصير التي قضى الله أن لا تَخْبُوَ نارُها ولا تخمد جذوتها ولا يسكن لهيبها بل تظلُّ مستعرةً حتى يرث الله الأرض ومن عليها هي معركة الحق مع الباطل والهدى مع الضلال والكفر مع الإيمان. وإن هذه المعركة بين الخير والشر في كل صوره وألوانه، في كل زمان ومكان مهما اختلفت راياته وكثر جنده وعظم كيده وأحدق خطره، وهي لذلك ليست وليدةَ اليوم بل هي فصولٌ متعاقبة موغلةٌ في القدم يرويها الذكر الحكيم، تبصرةً وذكرى للذاكرين، وهدى وموعظة للمتقين.
فهذا الخليل إبراهيم عليه السلام واجه الباطل لتقويض عبادة الأصنام التي عكف عليها قومه؛ واستنقاذِهم من وهدة هذا الضلال المبين، حتى يكون الدين كلُّه لله، وحتى لا يُعبد في الأرض سواه، ثم ما كان من مقابلة الباطل وأهله لهذا الحقَّ بأعنف ما في جعبتهم من سهام الكيد والأذى، حتى انتهى بهم الأمر إلى إلقائه حياً في النار، لكن هذه الحملة باءت بالفشل فيما قصدت إليه، وسجَّل سبحانه على المبطلين ذلك في قرآن يتلى، ليُذكِّر به على الدوام أن الغلبة للحق، وأن الهزيمة للباطل كما قال سبحانه: {قَالُواْ حَرّقُوهُ وَانصُرُواْ ءالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يا نَارُ كُونِى بَرْداً وَسَلامَا عَلَى إِبْراهِيمَ وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ}.
وتلك معركة الحق الذي رفع لواءه موسى عليه السلام مع الباطل الذي رفع لواءه فرعون، وتمادى به الشر والنُّكر حتى قال لقومه: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَه غَيْرِى} ولكن إرادة الله للحق أن ينتصر وللباطل أن يندحر أعقبت هلاك فرعونَ وجنودِه ونجاةَ موسى ومن معه، كما قال سبحانه: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بّعَصَاكَ الْبَحْرَ فانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
وتلك معركة الحق مع الباطل التي استعرت نيرانها بين خاتم النبيين وإمام المتقين عليه أفضل الصلاة والتسليم وبين الملأ من قومه صناديدِ قريش وأشياعهم الذين ظنوا أنهم قادرون على إطفاء نور الله بأفواههم وإيقاف مد الحق الذي دهمهم في عُقر دورهم، فلم تكن العاقبة إلا ما قضى الله به من ظهورٍ لدينه وغلبةٍ لجنده وهزيمةٍ لعدوه وقطعٍ لدابرهم، تجلّت صورته في نهاية الأمر بوقوف رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه أمام البيت المشرَّف، يكسر الأصنام من حوله تالياً قول ربه سبحانه: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}، وإن ما يحصل اليوم في العالم الاسلامي لهي حلقة من حلقات معركة المصير؛ لأنها صورة حية من صور المواجهة بين الحق المدافع عن دينه الذابِّ عن حريته وعزته وكرامته، وبين الباطل المعتدي المنتهك للحرمات القاتل للأبرياء الذي لا يرقب في مؤمن إلاًّ ولا ذمة. لكن معركة المصير ـ يا عباد الله ـ وإن تكن طويلة الأمد متصلة الحلقات، غير أنها كما كانت في الماضي ـ بتقدير من العزيز الحكيم ـ ستكون نصراً للحق، ودحراً للباطل، ورِفعةً للمؤمنين، وذلاً وصغاراً للمبطلين الكافرين، فسوف تكون كذلك ـ إن شاء الله ـ عزاً وظفراً وغلبةً للإسلام.
وصدق الله تعالى حيث يقول: {ولينصرن الله من ينصره}.
حاتم جميل السحيمات
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre