القتل 16/12/2011
وأشهد أن لا إله إلا الله عالمٌ بسرِّ العبد وسامعُ نطقه، ومقدر علمه وعمله وعمره وفعله وخلقه، ومجازيه على عيبه وذنبه وكذبه وصدقه، المالك القهَّار فالكلُّ في أَسْر رِقِّه، الحليم الستار فالخلق في ظلّ رِفْقِه. وأشهد أن.. أرسله ربه في وقت كان الضلال عام فمحاه بمحقه. صلى عليك.. أما بعد فأوصيكم... عباد الله:
{ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق} لقد عظَّم الله تعالى حقوقَ العِباد، وشَدَّد في النهيِ عن الاستطالةِ على دمائِهم وأموالهم وأعراضِهم، فقال في خُطبةِ الودَاع محذِّرًا من ذلك: (فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ، كحرمة يومكم هذا في بلَدِكم هذا في شهرِكم هذا).
إذاً كان من أَعظمِ الأمور التي نهى الإسلامُ عنها وشدَّد النكيرَ على فاعِلها بعد الشِّرك بالله هو قتل النّفس المعصومة، فإنَّ هذا إفسادٌ في الأرض كبير، وهو أمر جلَل وجريمةٌ منكرةٌ شنيعة، حذَّر منها ربُّنا تعالى، وحذَّر منها نبيّنا ص، فقد قال سبحانه وتعالى: {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، وتوعَّد بعظيم الجزاء على من قتلَ مؤمنًا فقال عز وجل: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} قال المصطفى : (لو أنَّ أهلَ السماوات والأرضِ اجتمعوا على قتلِ مسلمٍ لأكبَّهم الله جميعًا على وجوههم في النار) ، بل حذَّر ص مِن مجرَّد الإعانة على القتل، رُوِي عنه أنه قال: (من أعان على قتلِ مسلمٍ ولو بشَطر كلمة جاءَ يومَ القيامة مكتوبًا بين عينيه: آيسٌ من رحمة الله).
فكيف يقدِم القاتِل على الفعل وهو يعلَم بشاعةَ جُرمه وفظاعةَ فِعله؟! فقد نصب له خصمًا يومَ القيامة، ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعتُ نبيَّكم يقول: (يجيء المقتولُ متعلِّقًا بالقاتل، تشخب أوداجُه دمًا يقول: يا ربّ، سَل هذا فيم قتلني؟!).
أفلا يتذكَّر القاتلُ كم نَفساً آذى وكم قَلباً أَفزع، فهذان الوالِدان المكلومان عَصر الألمُ قلوبَهما وأذاقهما كؤوسَ العَلقم والصبر، فحنى الحزنُ ظهورَهما وهدَّ قِوامهما، وأَطفالٌ صِغارٌ فقدوا عائلَهم، ومربِّيهم ينشدون الرحمةَ في قلوب الناس، وربَّما تشتَّتت أحوالهم وتغيَّرت أخلاقُهم، في أيِّ حفرة أردَى القاتلُ فيها نفسه؟! وأيّ ورطةٍ تورَّط فيها؟! يقول ابن عمر رضي الله عنهما: (إنَّ مِن ورطات الأمورِ التي لا مخرجَ لمن أوقع نفسَه فيها سفكَ الدم الحرام بغير حلّه).
عباد الله، إن كان ما سمعنا جزاء من قتل نفسا واحدة فكيف بمن يقتل شعبا يقتل امة، في كل يوم عشرات القتلى، كيف سيلقى الله يوم القيامة، قتل لا يفرق بين شيخ كبير ولا شاب نضير ولا امرأة ولا طفل صغير إن الدماءَ التي سالت وتسيل في سوريا ستُروّي الأرض لتنجب أبطالا، وستزيد أصحابَ الحقّ قوّةً وتؤجّج روحَ التضحية والاستبسال، وستولِّد رُعبًا في قلوب الظالمين، تجعلهم يموتون كلَّ يوم مائة مرَّة هلعًا وخوفًا. مجزرة كفر قاسم 49.
إنّ الطغيان إذا فشا والظلم إذا تعاظم يسوق أصحابَه إلى الهلاك وهم لا يشعرون، {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلّ شيء حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ}.
أن الكعبة على حرمتها وعظمتها تهون عند حرمة دم الرجل المسلم وقد نظر ابن عمر رضي الله عنه يوما إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك، بل إن ذهاب الدنيا كلها وزوالها أهون عند الله من قتل المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله
فقد قال : ( زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم).
مكافحة الفساد.
حاتم جميل السحيمات
وأشهد أن لا إله إلا الله عالمٌ بسرِّ العبد وسامعُ نطقه، ومقدر علمه وعمله وعمره وفعله وخلقه، ومجازيه على عيبه وذنبه وكذبه وصدقه، المالك القهَّار فالكلُّ في أَسْر رِقِّه، الحليم الستار فالخلق في ظلّ رِفْقِه. وأشهد أن.. أرسله ربه في وقت كان الضلال عام فمحاه بمحقه. صلى عليك.. أما بعد فأوصيكم... عباد الله:
{ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق} لقد عظَّم الله تعالى حقوقَ العِباد، وشَدَّد في النهيِ عن الاستطالةِ على دمائِهم وأموالهم وأعراضِهم، فقال في خُطبةِ الودَاع محذِّرًا من ذلك: (فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ، كحرمة يومكم هذا في بلَدِكم هذا في شهرِكم هذا).
إذاً كان من أَعظمِ الأمور التي نهى الإسلامُ عنها وشدَّد النكيرَ على فاعِلها بعد الشِّرك بالله هو قتل النّفس المعصومة، فإنَّ هذا إفسادٌ في الأرض كبير، وهو أمر جلَل وجريمةٌ منكرةٌ شنيعة، حذَّر منها ربُّنا تعالى، وحذَّر منها نبيّنا ص، فقد قال سبحانه وتعالى: {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، وتوعَّد بعظيم الجزاء على من قتلَ مؤمنًا فقال عز وجل: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} قال المصطفى : (لو أنَّ أهلَ السماوات والأرضِ اجتمعوا على قتلِ مسلمٍ لأكبَّهم الله جميعًا على وجوههم في النار) ، بل حذَّر ص مِن مجرَّد الإعانة على القتل، رُوِي عنه أنه قال: (من أعان على قتلِ مسلمٍ ولو بشَطر كلمة جاءَ يومَ القيامة مكتوبًا بين عينيه: آيسٌ من رحمة الله).
فكيف يقدِم القاتِل على الفعل وهو يعلَم بشاعةَ جُرمه وفظاعةَ فِعله؟! فقد نصب له خصمًا يومَ القيامة، ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعتُ نبيَّكم يقول: (يجيء المقتولُ متعلِّقًا بالقاتل، تشخب أوداجُه دمًا يقول: يا ربّ، سَل هذا فيم قتلني؟!).
أفلا يتذكَّر القاتلُ كم نَفساً آذى وكم قَلباً أَفزع، فهذان الوالِدان المكلومان عَصر الألمُ قلوبَهما وأذاقهما كؤوسَ العَلقم والصبر، فحنى الحزنُ ظهورَهما وهدَّ قِوامهما، وأَطفالٌ صِغارٌ فقدوا عائلَهم، ومربِّيهم ينشدون الرحمةَ في قلوب الناس، وربَّما تشتَّتت أحوالهم وتغيَّرت أخلاقُهم، في أيِّ حفرة أردَى القاتلُ فيها نفسه؟! وأيّ ورطةٍ تورَّط فيها؟! يقول ابن عمر رضي الله عنهما: (إنَّ مِن ورطات الأمورِ التي لا مخرجَ لمن أوقع نفسَه فيها سفكَ الدم الحرام بغير حلّه).
عباد الله، إن كان ما سمعنا جزاء من قتل نفسا واحدة فكيف بمن يقتل شعبا يقتل امة، في كل يوم عشرات القتلى، كيف سيلقى الله يوم القيامة، قتل لا يفرق بين شيخ كبير ولا شاب نضير ولا امرأة ولا طفل صغير إن الدماءَ التي سالت وتسيل في سوريا ستُروّي الأرض لتنجب أبطالا، وستزيد أصحابَ الحقّ قوّةً وتؤجّج روحَ التضحية والاستبسال، وستولِّد رُعبًا في قلوب الظالمين، تجعلهم يموتون كلَّ يوم مائة مرَّة هلعًا وخوفًا. مجزرة كفر قاسم 49.
إنّ الطغيان إذا فشا والظلم إذا تعاظم يسوق أصحابَه إلى الهلاك وهم لا يشعرون، {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلّ شيء حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ}.
أن الكعبة على حرمتها وعظمتها تهون عند حرمة دم الرجل المسلم وقد نظر ابن عمر رضي الله عنه يوما إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك، بل إن ذهاب الدنيا كلها وزوالها أهون عند الله من قتل المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله
فقد قال : ( زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم).
مكافحة الفساد.
حاتم جميل السحيمات
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre