كانت منطقة الكرك في مطلع القرن العشرين، هدفاً للدولة العثمانيّة. فلواء الكرك يضم السلط والكرك والطفيلة ومعان. وأدى نجاح سامي باشا الفاروقي في قمع ثورة الدروز بجبل العرب بالقوّة وبقسوة فريدة إلى محاولة تطبيق قانون الولايات على لواء الكرك، وهذا يعني إحصاء النفوس والتجنيد الإجباري ونزع السلاح من الأهالي الذين لم يزالوا في حالة دفاع عن مزروعاتهم ومواشيهم وأنفسهم من غارات البدو. وللتجنيد الإجباري وقع مخيف في نفوس الناس. فأراضي الدولة المترامية الأطراف تجعل من الخدمة في الجيش العثماني غربة حقيقيّة.
كل هذه المخاوف سكنت نفوس الناس وأولهم الكركيين الذين إنقسموا (في قمة الزعامة والوجاهة) بين رافض لأمر ألدولة وبين مذعن وفي نفسه ما حدث للدروز في جبل العرب. تقول الروايات أن مشخص المجالي رفضت السماح لقدر (زعيم الكرك آنئذ) أن ينام في فراشها إذا قبل بتعليمات سامي باشا الفاروقي التي أرسلها إلى متصرف الكرك طاهر بك. فقام بعض وجهاء الكرك بأخذ ختم قدر رغماً عنه ووشحوا به كتاب موافقة عشائر الكرك على التجنيد الإجباري وإحصاء النفوس. لكن تصرف الموظفين والعسكر مع الناس (وقدر المجالي بالذات) أدى إلى ألثورة وتداول الكركيون حدأً سريعاً يقول:- يا سامي باشا مانطيع لعيون مشخص والبنات ولا نعد رجالنا ذبح العساكر كارنا كان قدر يحب مشخص، فهو لم يتزوج غيرها، بالرغم من عدم إنجابها. والمعروف أن غاية ما يسعى إليه الرجل والمرأه هو الذريّه. فكيف بزعيم عشائر كبيرة في مجتمع يعتبر الانجاب مكملا للرجولة ؟؟
خلال إخماد الثورة بدأ إخلاء النساء والأطفال من ألمدينة والمناطق التي يصل إليها العسكر الذين ارتكبوا فظائع كثيرة سجلها التاريخ الرسمي. خرجت مشخص وبندر مع بعض النساء هاربات إلى الجنوب بحماية بعض الرجال، منهم محمد المجالي الذي قُتل وهو يُشاغل العسكر حتى ابتعدت النساء عن متناول يد الجنود. قُبض على بندر ومشخص في الشوبك وأُرسلن إلى سجن معان. كانت بندر حاملاً بحابس إبن رفيفان (بطل معركة باب الواد ورئيس هيئة الأركان في الجيش العربي الأردني فيما بعد) وولدته في السجن وأسمته لهذا السبب حابس. حينما علم كريم إبن عطيّة (شيخ قبيلة بني عطيّة) بأمر نساء المجالي السجينات قام برشوة المسؤولين في معان ليسجنوا نساءه وإخواته معهن، حتى لا تبقى بندر ومشخص إمرأتين وحيدتين في السجن يتناوب حراستهما الرجال. وهذه البادرة غير مسبوقه في المنطقة.
لم يسجل التاريخ الرسمي ولم نجد في المرويّات الشعبية للتاريخ شيئاً عن سجن المرأة في ذلك الزمن وأغلب الروايات التي وصلت إلينا تتحدث عن إيداع المرأة المذنبة لدى شيخ الحارة أو المختار أو شيخ القبيلة. لم يغادر قدر المجالي منطقة الكرك بعد إخماد الثورة. كان يتجوّل بين قبائلها التي تستَرت عليه بإخلاص يبعث على الدهشة، ويشحذ قريحة الشاعر الشعبي ليقول:- يحلف بالرب المعبود يا قدر ما هو موجود كان هذا جواب كل كركي للجنود الباحثين عن قدر، أيماناً مغلظة أنه غير موجود. فيما قدر يتجوّل هنا وهناك. لا شك أن الأشعار الشعبيّة جعلت من مشخص شخصيّة بارزة في الثورة مما جعلها هدفاً للسلطة العثمانيّة لتقوم بسجنها مع بندر، تنفيذاً لعقوبة على جريمة سياسيّة. كما أن مشخص أخذت موقفاً من حالة مجتمعها في ذلك الزمن بتحريضها لزوجها قدر على الثورة. لم تسجل المروّيات الشعبيَة ولا التاريخ المدوّن أية إشارة عن السجينة الساسيّة في منطقة الشرق الأوسط قاطبة. بعد عام 1910 (أحداث ثورة الكرك) وبعد خروج مشخص وبندر من السجن بوقت طويل أصبحت الجزائرية جميلة بوحيرد وزميلاتها من أعلام النساء لتلك الحالة.
كل هذه المخاوف سكنت نفوس الناس وأولهم الكركيين الذين إنقسموا (في قمة الزعامة والوجاهة) بين رافض لأمر ألدولة وبين مذعن وفي نفسه ما حدث للدروز في جبل العرب. تقول الروايات أن مشخص المجالي رفضت السماح لقدر (زعيم الكرك آنئذ) أن ينام في فراشها إذا قبل بتعليمات سامي باشا الفاروقي التي أرسلها إلى متصرف الكرك طاهر بك. فقام بعض وجهاء الكرك بأخذ ختم قدر رغماً عنه ووشحوا به كتاب موافقة عشائر الكرك على التجنيد الإجباري وإحصاء النفوس. لكن تصرف الموظفين والعسكر مع الناس (وقدر المجالي بالذات) أدى إلى ألثورة وتداول الكركيون حدأً سريعاً يقول:- يا سامي باشا مانطيع لعيون مشخص والبنات ولا نعد رجالنا ذبح العساكر كارنا كان قدر يحب مشخص، فهو لم يتزوج غيرها، بالرغم من عدم إنجابها. والمعروف أن غاية ما يسعى إليه الرجل والمرأه هو الذريّه. فكيف بزعيم عشائر كبيرة في مجتمع يعتبر الانجاب مكملا للرجولة ؟؟
خلال إخماد الثورة بدأ إخلاء النساء والأطفال من ألمدينة والمناطق التي يصل إليها العسكر الذين ارتكبوا فظائع كثيرة سجلها التاريخ الرسمي. خرجت مشخص وبندر مع بعض النساء هاربات إلى الجنوب بحماية بعض الرجال، منهم محمد المجالي الذي قُتل وهو يُشاغل العسكر حتى ابتعدت النساء عن متناول يد الجنود. قُبض على بندر ومشخص في الشوبك وأُرسلن إلى سجن معان. كانت بندر حاملاً بحابس إبن رفيفان (بطل معركة باب الواد ورئيس هيئة الأركان في الجيش العربي الأردني فيما بعد) وولدته في السجن وأسمته لهذا السبب حابس. حينما علم كريم إبن عطيّة (شيخ قبيلة بني عطيّة) بأمر نساء المجالي السجينات قام برشوة المسؤولين في معان ليسجنوا نساءه وإخواته معهن، حتى لا تبقى بندر ومشخص إمرأتين وحيدتين في السجن يتناوب حراستهما الرجال. وهذه البادرة غير مسبوقه في المنطقة.
لم يسجل التاريخ الرسمي ولم نجد في المرويّات الشعبية للتاريخ شيئاً عن سجن المرأة في ذلك الزمن وأغلب الروايات التي وصلت إلينا تتحدث عن إيداع المرأة المذنبة لدى شيخ الحارة أو المختار أو شيخ القبيلة. لم يغادر قدر المجالي منطقة الكرك بعد إخماد الثورة. كان يتجوّل بين قبائلها التي تستَرت عليه بإخلاص يبعث على الدهشة، ويشحذ قريحة الشاعر الشعبي ليقول:- يحلف بالرب المعبود يا قدر ما هو موجود كان هذا جواب كل كركي للجنود الباحثين عن قدر، أيماناً مغلظة أنه غير موجود. فيما قدر يتجوّل هنا وهناك. لا شك أن الأشعار الشعبيّة جعلت من مشخص شخصيّة بارزة في الثورة مما جعلها هدفاً للسلطة العثمانيّة لتقوم بسجنها مع بندر، تنفيذاً لعقوبة على جريمة سياسيّة. كما أن مشخص أخذت موقفاً من حالة مجتمعها في ذلك الزمن بتحريضها لزوجها قدر على الثورة. لم تسجل المروّيات الشعبيَة ولا التاريخ المدوّن أية إشارة عن السجينة الساسيّة في منطقة الشرق الأوسط قاطبة. بعد عام 1910 (أحداث ثورة الكرك) وبعد خروج مشخص وبندر من السجن بوقت طويل أصبحت الجزائرية جميلة بوحيرد وزميلاتها من أعلام النساء لتلك الحالة.
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre