الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد :
قال تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة ))
من هذه الآية الكريمة استفاد العلماء وجوب الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يحصل تمام الإقتداء به عليه والسلام إلا بدراسة سيرته وأحواله وأخباره صلى الله عليه وسلم
وانطلاقاً من هذا المبدأ ارتأى العبد الفقير أن يتعرض لجانب مهم من جوانب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو (( الإعتدال ))
تعريف الإعتدال لغةً :-
الإعتدال هو اسم على وزن (انفعال ) من المصدر ( عدل ) والألف والتاء والألف الثانية زائدة
والعدل له معاني في اللغة
قال ابن منظور في لسان العرب (9/83) طبعة دار إحياء التراث العربي (( العدل ما قام في النفوس أنه مستقيم ))
قال مقيده : يعني أنه لا ميل فيه لجانب من الجوانب فلا افراط ولا تفريط
الإعتدال والوسطية :-
قال تعالى (( وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً )) ( البقرة :143)
قال ابن جرير الطبري في تفسيره ( 2/ طبعة دار الكتب العلمية (( الوسط في كلام العرب الخيار العدول ))
قال مقيده : وحيث ما نتكلم عن الإعتدال فإننا نتكلم عن الوسطية فهما مترادفان وهما خير الأمور
إعتدال النبي صلى الله عليه وسلم وأثره في فهم القرآن:-
عند دراستنا لاعتدال النبي صلى الله عليه وسلم فإننا نفهم الوسطية المقصودة في الآية السابقة
فالوسطية ليست معنىً مجرداً بل سلوك ينبغي المضي فيه
والدليل على ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن سعد بن هشام قال أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن ؟
(( وإنك لعلى خلق العظيم )) ( القلم :4)
نماذج من اعتدال النبي صلى الله عليه وسلم :-
اعتداله صلى الله عليه وسلم في أمر المسيح عليه السلام :-
نبدأ أولاً بذكر أنموذج عن الإعتدال في مسائل الإعتقاد ، ومسألة من المسائل التي كانت مثاراً للجدل بين المسلمين وأتباع الأديان المحرفة
* يؤمن المسلمون ان عيسى ابن مريم رسول من عند الله وكلمته ألقاها إلى مريم ولد من غير أب
قال تعالى (( ما المسيح ابن مريم إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل )) الآية ( المائدة :75)
وتفصيل حادثة ولادة عيسى ابن مريم في سورة مريم
قال تعالى ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباًفَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً{18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً {22} فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26}))
فسلم المسلمون بهذا المعتقد السليم من جفاء اليهود الذين جعلوا من عيسى ابن مريم ( ابن زنا )
وحاشاه
ومن غلو النصارى الذين جعلوه ابن الله أو هو الله _ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً _
قال تعالى (( لقد كفر الذين قالوا إن المسيح ابن مريم )) ( المائدة : 72 )
وقال تعالى (( ما كان لله أن يتخذ من ولدٍ سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول كن فيكون )) ( مريم : 35)
اعتدال النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته:-
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فتعاتبه عائشة في ذلك قائلةً (( يا رسول الله ، تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراً )) رواه البخاري في كتاب التهجد من صحيحه ( باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم ) ورواه مسلم في كتاب المنافقين ( باب إكثار الأعمال والإجتهاد في العبادة ) من حديث المغيرة بن شعبة
ومع ذلك لم يكن صلى الله عليه وسلم مبالغاً في الزهد والتقشف إلى الرهبانية أو تكليف النفس بما لا تطيق بل إنه نهى عن ذلك كما في حديث الثلاثة نفر الذين سالوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم في السر فكأنهم تقالوها فقالوا : أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال أحدهم : أما أنا فأصوم ولا أفطر ، وقال الثاني : أما أنا فأقوم ولا أرقد ، وقال الثالث: وأما انا فلا أتزوج النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ قالوا : نعم فقال : لكني أصوم وأفطر ، وأقوم وأرقد وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )) رواه البخاري ومسلم كلاهما في كتاب النكاح من صحيحيهما
أما بعد :
قال تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة ))
من هذه الآية الكريمة استفاد العلماء وجوب الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يحصل تمام الإقتداء به عليه والسلام إلا بدراسة سيرته وأحواله وأخباره صلى الله عليه وسلم
وانطلاقاً من هذا المبدأ ارتأى العبد الفقير أن يتعرض لجانب مهم من جوانب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو (( الإعتدال ))
تعريف الإعتدال لغةً :-
الإعتدال هو اسم على وزن (انفعال ) من المصدر ( عدل ) والألف والتاء والألف الثانية زائدة
والعدل له معاني في اللغة
قال ابن منظور في لسان العرب (9/83) طبعة دار إحياء التراث العربي (( العدل ما قام في النفوس أنه مستقيم ))
قال مقيده : يعني أنه لا ميل فيه لجانب من الجوانب فلا افراط ولا تفريط
الإعتدال والوسطية :-
قال تعالى (( وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً )) ( البقرة :143)
قال ابن جرير الطبري في تفسيره ( 2/ طبعة دار الكتب العلمية (( الوسط في كلام العرب الخيار العدول ))
قال مقيده : وحيث ما نتكلم عن الإعتدال فإننا نتكلم عن الوسطية فهما مترادفان وهما خير الأمور
إعتدال النبي صلى الله عليه وسلم وأثره في فهم القرآن:-
عند دراستنا لاعتدال النبي صلى الله عليه وسلم فإننا نفهم الوسطية المقصودة في الآية السابقة
فالوسطية ليست معنىً مجرداً بل سلوك ينبغي المضي فيه
والدليل على ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن سعد بن هشام قال أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن ؟
(( وإنك لعلى خلق العظيم )) ( القلم :4)
نماذج من اعتدال النبي صلى الله عليه وسلم :-
اعتداله صلى الله عليه وسلم في أمر المسيح عليه السلام :-
نبدأ أولاً بذكر أنموذج عن الإعتدال في مسائل الإعتقاد ، ومسألة من المسائل التي كانت مثاراً للجدل بين المسلمين وأتباع الأديان المحرفة
* يؤمن المسلمون ان عيسى ابن مريم رسول من عند الله وكلمته ألقاها إلى مريم ولد من غير أب
قال تعالى (( ما المسيح ابن مريم إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل )) الآية ( المائدة :75)
وتفصيل حادثة ولادة عيسى ابن مريم في سورة مريم
قال تعالى ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباًفَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً{18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً {22} فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26}))
فسلم المسلمون بهذا المعتقد السليم من جفاء اليهود الذين جعلوا من عيسى ابن مريم ( ابن زنا )
وحاشاه
ومن غلو النصارى الذين جعلوه ابن الله أو هو الله _ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً _
قال تعالى (( لقد كفر الذين قالوا إن المسيح ابن مريم )) ( المائدة : 72 )
وقال تعالى (( ما كان لله أن يتخذ من ولدٍ سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول كن فيكون )) ( مريم : 35)
اعتدال النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته:-
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فتعاتبه عائشة في ذلك قائلةً (( يا رسول الله ، تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراً )) رواه البخاري في كتاب التهجد من صحيحه ( باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم ) ورواه مسلم في كتاب المنافقين ( باب إكثار الأعمال والإجتهاد في العبادة ) من حديث المغيرة بن شعبة
ومع ذلك لم يكن صلى الله عليه وسلم مبالغاً في الزهد والتقشف إلى الرهبانية أو تكليف النفس بما لا تطيق بل إنه نهى عن ذلك كما في حديث الثلاثة نفر الذين سالوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم في السر فكأنهم تقالوها فقالوا : أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال أحدهم : أما أنا فأصوم ولا أفطر ، وقال الثاني : أما أنا فأقوم ولا أرقد ، وقال الثالث: وأما انا فلا أتزوج النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ قالوا : نعم فقال : لكني أصوم وأفطر ، وأقوم وأرقد وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )) رواه البخاري ومسلم كلاهما في كتاب النكاح من صحيحيهما
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre