الحرية 29/4/2011
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الجليل ، المنزه عن النظير والعديل المنعم بقبول القليل المتكرم بإعطاء الجزيل تقدس عما يقول أهل التعطيل وتعالى عما يعتقد أهل التمثيل نصب للعقل على وجوده أوضح دليل وهدى إلى وجوده أبين سبيل سهدت أعين ونامت عيون في شؤون تكون أو لا تكون فاطرح الهم ما استطعت فحملانك الهموم جنون إن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون وأشهد أن سيدنا... يقول: (من جعل الهموم هماً واحداً هم آخرته كفاه الله هم دنياه) فصلِّ يا رب على خير الورى ما صدحت قُمْرية على الذرى والآل والأزواج والأصحاب والتابعين من أولي الألباب صلى عليك الله.. أما بعد فأوصيكم ... عباد الله:
إذا كانت العبودية أصل كل ضير، فإن الحرية أساس كل خير حتى أنها لتعادل الحياة, فكأنها والحياة اسمان لمسمى واحد, فعن أبي هريرة A: (لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه) فالحرية وحدها التي تكافئ الحياة ولأن الحرية صنو الحياة, فإننا نجدها مطلبا للكائنات, فالشجرة لا تنمو نموا طبيعيا حتى تتعمق في تربتها بحرية, وتتعملق في فضاءها بحرية, وتجد الهواء الكافي, والضوء الكافي, أي أنها لا تنمو إلا في بيئة حرة, والحيوانات تعشق الحرية, ولذلك لم يستأنس الإنسان منها إلا أقل القليل, وهل أبلغ من قوله : (عذبت امرأة في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).
إن الحرية ترفع من قيمة أهلها, وتعلي من شأن أصحابها, فالحمار الوحشي أغلى من الحمار الإنسي, وأشبال البرية أقوى من أسود الحديقة, وقطط الغابة أشرس من نمور السيرك, والفارق هو الحرية.
فإذا كانت الحرية لها كل هذا الشأن في عالم الجماد والحيوان, فكيف شأنها في بني الإنسان. إنه أحوج إلى الحرية من العاري للكساء, ومن المريض للدواء, ومن الجائع للغذاء, ومن الظمآن للماء, بل ومن المختنق للهواء فالإنسان بلا حرية, إنسان بلا إنسانية, وقد 7: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}.
إن الحرية منبعها المشيئة في الكائن الروحي من الإنسان, ومبعثها ملكة الاجتلاب لما يلذ وينفع, والاجتناب لما يؤلم ويضر، 7:{فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}{إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا}و7{وهديناه النجدين} ومع تطور الحياة الإنسانية تطور مفهوم الحرية حتى غدا قيمة مجتمعية يعرف بها تطور الشعوب, ويقاس بها ازدهار الأمم، و بلغ هذا الأمر مبلغه عند العرب الذين ربطوا الحرية بكل منقبة, كما قرنوا العبودية بكل مثلبة. أن الحرية كلمة تشمل كل معنى نبيل, و مبنى جميل، ولذلك اشتهر عن العرب أمثال تعظم شأن الأحرار كقولهم: "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها" وأما الشعراء فجعلوا من الحرية فنارا, ومن الحر منارا, فهذا أبو تمام في القديم يقول: رأيت الحر يجتنب المخازي ويحميه من الغدر الــوفـاء وما من شدة إلا سـيأتي لها من بعد شـدتـها رخاء.
وفي قانون حقوق الانسان وفي مادته الأولى التي تنص على: أنه يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق وقد وهبوا عقلا وضميرا، (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا).
إن الحرية ليست منحة للأغنياء دون الفقراء, ولا عطية للأقوياء دون الضعفاء, ولا مكرمة للغربي دون العربي, كما أنها ليست هبة لصاحب الشعر الأشقر والوجه الأحمر, دون صاحب الشعر الأسود والوجه الأسمر.
لكنها أيضا ليست بغيا مبتذلة في الحانات, ولا عجوزا ملقاة في الطرقات, بل الحرية حورية, آية الآيات, وحسناء الحسناوات, تُخطب ولا تَخطِب, وتُطلب ولا تَطلُب, عالية القصر, غالية المهر, لا تنال بالتمني, ولا بليت ولعل ولو أني.
إن كلمة الحرية هي عنوان العصر, وعلينا نحن معشر المسلمين يقع واجب تخليص الحرية من شوائبها, وتنقيتها من معايبها، فهل نعيد للحرية مظهرها الإسلامي الجميل وجوهرها الحنيفي الأصيل, لتكون للناس كل الناس, لا لأجناس دون أجناس.
حاتم جميل السحيمات
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الجليل ، المنزه عن النظير والعديل المنعم بقبول القليل المتكرم بإعطاء الجزيل تقدس عما يقول أهل التعطيل وتعالى عما يعتقد أهل التمثيل نصب للعقل على وجوده أوضح دليل وهدى إلى وجوده أبين سبيل سهدت أعين ونامت عيون في شؤون تكون أو لا تكون فاطرح الهم ما استطعت فحملانك الهموم جنون إن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون وأشهد أن سيدنا... يقول: (من جعل الهموم هماً واحداً هم آخرته كفاه الله هم دنياه) فصلِّ يا رب على خير الورى ما صدحت قُمْرية على الذرى والآل والأزواج والأصحاب والتابعين من أولي الألباب صلى عليك الله.. أما بعد فأوصيكم ... عباد الله:
إذا كانت العبودية أصل كل ضير، فإن الحرية أساس كل خير حتى أنها لتعادل الحياة, فكأنها والحياة اسمان لمسمى واحد, فعن أبي هريرة A: (لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه) فالحرية وحدها التي تكافئ الحياة ولأن الحرية صنو الحياة, فإننا نجدها مطلبا للكائنات, فالشجرة لا تنمو نموا طبيعيا حتى تتعمق في تربتها بحرية, وتتعملق في فضاءها بحرية, وتجد الهواء الكافي, والضوء الكافي, أي أنها لا تنمو إلا في بيئة حرة, والحيوانات تعشق الحرية, ولذلك لم يستأنس الإنسان منها إلا أقل القليل, وهل أبلغ من قوله : (عذبت امرأة في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).
إن الحرية ترفع من قيمة أهلها, وتعلي من شأن أصحابها, فالحمار الوحشي أغلى من الحمار الإنسي, وأشبال البرية أقوى من أسود الحديقة, وقطط الغابة أشرس من نمور السيرك, والفارق هو الحرية.
فإذا كانت الحرية لها كل هذا الشأن في عالم الجماد والحيوان, فكيف شأنها في بني الإنسان. إنه أحوج إلى الحرية من العاري للكساء, ومن المريض للدواء, ومن الجائع للغذاء, ومن الظمآن للماء, بل ومن المختنق للهواء فالإنسان بلا حرية, إنسان بلا إنسانية, وقد 7: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}.
إن الحرية منبعها المشيئة في الكائن الروحي من الإنسان, ومبعثها ملكة الاجتلاب لما يلذ وينفع, والاجتناب لما يؤلم ويضر، 7:{فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}{إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا}و7{وهديناه النجدين} ومع تطور الحياة الإنسانية تطور مفهوم الحرية حتى غدا قيمة مجتمعية يعرف بها تطور الشعوب, ويقاس بها ازدهار الأمم، و بلغ هذا الأمر مبلغه عند العرب الذين ربطوا الحرية بكل منقبة, كما قرنوا العبودية بكل مثلبة. أن الحرية كلمة تشمل كل معنى نبيل, و مبنى جميل، ولذلك اشتهر عن العرب أمثال تعظم شأن الأحرار كقولهم: "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها" وأما الشعراء فجعلوا من الحرية فنارا, ومن الحر منارا, فهذا أبو تمام في القديم يقول: رأيت الحر يجتنب المخازي ويحميه من الغدر الــوفـاء وما من شدة إلا سـيأتي لها من بعد شـدتـها رخاء.
وفي قانون حقوق الانسان وفي مادته الأولى التي تنص على: أنه يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق وقد وهبوا عقلا وضميرا، (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا).
إن الحرية ليست منحة للأغنياء دون الفقراء, ولا عطية للأقوياء دون الضعفاء, ولا مكرمة للغربي دون العربي, كما أنها ليست هبة لصاحب الشعر الأشقر والوجه الأحمر, دون صاحب الشعر الأسود والوجه الأسمر.
لكنها أيضا ليست بغيا مبتذلة في الحانات, ولا عجوزا ملقاة في الطرقات, بل الحرية حورية, آية الآيات, وحسناء الحسناوات, تُخطب ولا تَخطِب, وتُطلب ولا تَطلُب, عالية القصر, غالية المهر, لا تنال بالتمني, ولا بليت ولعل ولو أني.
إن كلمة الحرية هي عنوان العصر, وعلينا نحن معشر المسلمين يقع واجب تخليص الحرية من شوائبها, وتنقيتها من معايبها، فهل نعيد للحرية مظهرها الإسلامي الجميل وجوهرها الحنيفي الأصيل, لتكون للناس كل الناس, لا لأجناس دون أجناس.
حاتم جميل السحيمات
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre