كتب الدكتور بلال كمال رشيد:
عذرا أبا الطيب ، إن حورنا شعرك وزورناه ، إن حرْتَ بشعورك وحاورناه ، فلسنا في زمن سيف الدولة بل في زمن سفيه وزمن سيف الإسلام والإسلام منه براء ، وهما على الإسلام والعروبة والأرومة قد عملت كلّّ يداه،.
هل ستجد نفسك في زماننا غريبا أم عديم الوجه واليد واللسان؟،.
هل ستعرفك الخيل والليل والبيداء والقرطاس والقلم؟.
هل سسينظر الأعمى إلى أدبك؟ وهل سيسمع كلماتك الصم؟،.
هل ستنام ملء جفونك عن شواردها ، أم ستراك أنت الشارد من طيفك ومن ظلك وقد عشت زمنا لا ترى إلا ظلك،.
عذرا أبا الطيب إذ مجدت سيفك ونفسك دهرا ، فاخرج من ترابك ودثارك: لتعيش معنا بنات الدهر والعهر وهي تقذف في أجسامنا سموما وترمينا رسوما،.
حين تتأمل زمنك هذا ، ومكانك هنا ، لن تجد مكانتك ، ستصبح هوايتك أن تتعرف هويتك ، ستمسك لسانك ، وتضبط أعصابك ، وتقول ما لا يرضيك حتى ترضي غيرك ، ستصبح على غير ما تمسي ، وتكفر حين تفكر ، ستجد الكذب صدقا،.
حين تضع النفط على الحروف ستفهم الأرض تحت قدميك وستمطر عليك السماء ذهبا ، ستتغير الكراسي والمراسي ، ستجد القاصي دانيا ، والمستحيل والسراب ماء،.
هذا زمن سيفنا لا سيفك ، زمن السيف والزيف ، زمن النفط والقحط ، زمن رؤساء يبيعون نَفْطهم ونُطَفهم ، زمن أنظمة لا يضبطها نظام ، زمن رئيس مخالف لأي تآلف أو تعارف ، لسانه أبله ، كتابه أخضر ، يده حمراء،.
هو كل شيء ، هو السلطة ، والشعب ، والجماهير ، هو المواطن ، والرئيس ، وملك الملوك ، والعميد ، والعقيد ، والأخ ، والرفيق ، والابن ، والأب ، وروح الأمة ، هو المعمر والمدمر ، هو القذاف ، والعراف ، والنتاف ، والتفاف ، والمسفاف ، هو كل ما لا يسمى ، هو ذاته وعبد ذاته،.
هويتك مواطن عربي عديم الوجه واليد واللسان ، يرث الهزائم ، هوايتك مدح وقدح ، مكانك عند قدميك ، مكانتك يقدرها غيرك لا أنت ، رئيسك دائم وأنت زائل ، نعمتك دائمة بديمومته ، أحببه بعنف قوته وجبروته ، بذلك تستحق الحياة ، سيهبها لك كل يوم ، فأحبب رئيسك دهراً ما ، فلعله يصبح حبيبك يوما ما ، فامدح واقترب ، هو خليفة الله على الأرض ، هو الولي والخلي والنبي ، هو الآمر الناهي ، ليس له على الأرض شبيه ، وما عداه سفيه ، ومن عاداه فهو من الجرذان والقمل والنمل، علّمنا حفيدك بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وإليك علاماتها: رئيس يؤتى الحكمة فيما يقول وفيما يفعل ، أبناء رئيس يرثون السلطة والحًكْمة والحُكم،.
شعب لا يعرف إلا التلقي فيتلقى الأمر والدولار ، اعتاد الثبات في لعب الأدوار ، بلاد تنظر إليك ، تناظرك دمعا وهما ، ولا تقدم لك دعما ، تساند دعاءك ونداءك دعاء ونداء، قم يا أبا الطيب من سباتك وعش زماننا كما عشنا زمنك وفهمناه وهل ستفهم ما نحن عانيناه ووعيناه؟،.
قم يا أبا الطيب ، ناد العربي والليبي فينا ، علمنا عزة نفسك ، وازرع الأمل فينا ، علمنا:على قدر أهل العزم تأتي العزائم ، وتصغر في عين العظيم العظائم ، قل لهذا الليبي فينا: أبناء جلدتك انقسموا عليك اقتسموك ، بعضهم يخشاك وبعضهم يخشى عليك ، بعضهم تمثل الرئيس ، وأنت أنت ما زلت شعبا، قل له: رئيسك يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وأنت تستعيد أنفاسك الأولى ، عمر المختار لم يمت إلا ليكون حيا ، وها هو يعود حياً فيك قويا ، فاسع نحو النصر أماما وإماما،.
غن معه ما يليق بك وبه مقاماً ومقالا ، عُدْ به إلى خيلك وليلك وقرطاسك وقلمك ليلقاك وتلقاه عربي الوجه واليد واللسان،.
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre