سلامة الصدر 15/7/2011
وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة أرجو بها النجاة من هول يوم التناد ، يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وزوجته والأولاد، رافع السبع الشداد، ليس له في ملكه شركاء ولا أنداد، الحكم العدل في الدنيا ويوم المعاد، واشهد أن سيدنا... خير من دعا إلى التوحيد وإليه قاد، حذر أمته من الشرك والشر والمنكرات وأنواع الفساد، صلى عليك... أما بعد فأوصيكم عباد الله:
ليس أسعَدَ للمرء ولا أشرَح لصدره ولا أهنَأ لروحه من أن يحيَا في مجتمَعِه بين الناسِ صافيَ القلب صفيَّ الروح سليمَ الطباع مُنسلاًّ من وساوِس الضّغينة وسَورَة الحقد والحسد والبغضِ والتشفّي وحبِّ الانتصار للذّات والانتقام من النّدِّ، له سُمُوٍّ قلب يُعلي ذكرَه ويرفع قدره، إنَّ طهارة مثلِ هذا القلب وزكاتَه لا تقف عند هذا الحدِّ فحسب، بل إنه متى رأى أذًى أو بَلاء يلحَق أحدًا من المسلمين أو يحُلّ قريبًا من دارِه رثى لحالِه، وتمنى له الفرجَ والغفرانَ من الله، إنَّ مثَلَ قلبٍ هذه حالُه كمثَل الإناء المصفَّح يستحيل تسرُّبُ السائل منه البتّة، وهذا هو القَلب التقيُّ النّقيّ المشرِق الذي يبارِك الله فيه، فتتسارَع إليه الخيراتُ حَثيثةً من حيث لا يحتسِب، وصاحبُ هذا القلبِ هو الذي ينجو مكرَّمًا يومَ لا ينفَع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم.
أيّها المسلمون، إنَّ ديننا الحنيفَ ليتحسَّس نفوسَ الناس بين الفينةِ والأخرى ليغسِلَها بالماء الزُّلال من أدرانِ الغَشَش ودخَنه، وليُذكِيَ فيها مشاعرَ الزّكاء والنقاءِ تجاهَ الناس والمجتمع، إنَّ المجتمعَ المسلم الصّفيَّ هو ذلِكم المجتمعُ الذي يقوم على عواطِفِ الحبِّ والتآلُف والبُعد عن الأَثَرة المشاعَةِ بين أفراده، ولا مكانَ فيه للفرديّة المتسلِّطَة ولا الشحِّ الكنود، بل حالُ نبيه وأفرادِه يُحيي في نفسِ المؤمن استحضارَ قولِ الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} وقولِ الله تعالى مادِحًا صفةَ قوم: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} ويستحضِر قولَه تعالى {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
إنَّ شريعتَنا الغرّاء قد جاءت حاضَّةً على التّراحُم والتلاحم والعدلِ والإنصاف، ونبذِ التدابُر والتقاطُع والتباغُض والتحاسُد وبَذرِ الفِتَن وتأجيجِ الفرقة؛ لأنّ الإخلالَ بهذه المبادِئ ينمِّي جذورَ الخصومة ويضرِم أتّونَها ويفرِّع أشواكَها ويُذبِل زَهرَ المجتمَع الغضّ وينكأ جراحَه، فينشَأ الحِقدُ والطّيش بالألباب والتعبِئة النفسية الغوغائيّة التي تتدلَّى بمُواقِعِها إلى اقترانِِ ما ضرُّه أكبرُ من نَفعِه، حتى يكثرَ السّخَط فتعمَى العين عن النَظَر إلى مِن زاويةٍ داكِنة، بل يذهَب بها عضُّ الأنامِل من الغيظ إلى التخيِيل وقَبول الأكاذيب والاعتمادِ على خيوطٍ من حِبال أطيَاف التنازُع والصّراع والأمَل في الهيمَنَة المثاليّة والوعودِ الواهية، وذلك كلُّه مما ينهى عنه الإسلامُ ويذمُّ المجتمعاتِ طُرّا أن تقعَ في هُوَّتِه.
لقد كان لنا في رسول الله أُسوَة حسنةٌ إذ تصِفه عائشة رضي الله عنها في مثلِ ذلك فتقول: ما انتقَمَ رسول الله لنفسِه إلا أن تُنتَهَك حُرمة الله، فينتَقِم لله بها.
عباد الله: أنَّ سلامةَ الصدر وسَعتَه في التعامُل مع الآخرين هو المِقبَض المفقود في أفئِدَة كثيرٍ من المجتمعات في هذا الزّمن إلا من رحِم الله وقليلاً ما هم، فكم نحن بحاجةٍ إلى ذلكم في ردمِ هوّةِ التجافي والشّحناء، وكم نحنُ في حاجةٍ إليه في تعامُلنا مع نوايَا الآخرين وكوامِنِهم، إنّه بمثل هذا التوازُن الذي يمليه على المرء سلامةُ صدره تجاهَ الآخرين ليبرِز الأفضليّةَ التي ذكرَها النبي بقوله حينما سئل: أيّ الناس أفضل؟ قال: (كلُّ مخمومِ القلب صدوقِ اللسان) قيل: صدوق اللسان نعرفه، فما مخمومُ القلب؟ قال: (هو التقيّ النّقِيّ، لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسد).
إنّ من سلِم قلبُه واتَّسع صدرُه للنّاس ونصَح لهم وأشفقَ عليهم وكان مظهَره سببًا إلى مخبَره فإنّه سيُلقَى له القبولُ عند النّاس، عدوُّهم قبلَ صديقهم؛ لأنه لا يعرِف لحظّ النفس سبيلاً، ولا للانتِقام وحبِّ الانتصار دليلاً، ثم إنَّ للقلبِ السّليم مذاقًا وحلاوةً لا يعرِفها إلا من طعِمها، وشتّان ـ أيها المسلمون ـ بين قلبٍ سليم وبين قلب مليءٍ بالغلِّ والوساوِس وإعمالِ الفِكر في إدراك الانتصار للذّات.
وصدق الله تعالى حيث يقول: { والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون}. حاتم جميل السحيمات
وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة أرجو بها النجاة من هول يوم التناد ، يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وزوجته والأولاد، رافع السبع الشداد، ليس له في ملكه شركاء ولا أنداد، الحكم العدل في الدنيا ويوم المعاد، واشهد أن سيدنا... خير من دعا إلى التوحيد وإليه قاد، حذر أمته من الشرك والشر والمنكرات وأنواع الفساد، صلى عليك... أما بعد فأوصيكم عباد الله:
ليس أسعَدَ للمرء ولا أشرَح لصدره ولا أهنَأ لروحه من أن يحيَا في مجتمَعِه بين الناسِ صافيَ القلب صفيَّ الروح سليمَ الطباع مُنسلاًّ من وساوِس الضّغينة وسَورَة الحقد والحسد والبغضِ والتشفّي وحبِّ الانتصار للذّات والانتقام من النّدِّ، له سُمُوٍّ قلب يُعلي ذكرَه ويرفع قدره، إنَّ طهارة مثلِ هذا القلب وزكاتَه لا تقف عند هذا الحدِّ فحسب، بل إنه متى رأى أذًى أو بَلاء يلحَق أحدًا من المسلمين أو يحُلّ قريبًا من دارِه رثى لحالِه، وتمنى له الفرجَ والغفرانَ من الله، إنَّ مثَلَ قلبٍ هذه حالُه كمثَل الإناء المصفَّح يستحيل تسرُّبُ السائل منه البتّة، وهذا هو القَلب التقيُّ النّقيّ المشرِق الذي يبارِك الله فيه، فتتسارَع إليه الخيراتُ حَثيثةً من حيث لا يحتسِب، وصاحبُ هذا القلبِ هو الذي ينجو مكرَّمًا يومَ لا ينفَع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم.
أيّها المسلمون، إنَّ ديننا الحنيفَ ليتحسَّس نفوسَ الناس بين الفينةِ والأخرى ليغسِلَها بالماء الزُّلال من أدرانِ الغَشَش ودخَنه، وليُذكِيَ فيها مشاعرَ الزّكاء والنقاءِ تجاهَ الناس والمجتمع، إنَّ المجتمعَ المسلم الصّفيَّ هو ذلِكم المجتمعُ الذي يقوم على عواطِفِ الحبِّ والتآلُف والبُعد عن الأَثَرة المشاعَةِ بين أفراده، ولا مكانَ فيه للفرديّة المتسلِّطَة ولا الشحِّ الكنود، بل حالُ نبيه وأفرادِه يُحيي في نفسِ المؤمن استحضارَ قولِ الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} وقولِ الله تعالى مادِحًا صفةَ قوم: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} ويستحضِر قولَه تعالى {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
إنَّ شريعتَنا الغرّاء قد جاءت حاضَّةً على التّراحُم والتلاحم والعدلِ والإنصاف، ونبذِ التدابُر والتقاطُع والتباغُض والتحاسُد وبَذرِ الفِتَن وتأجيجِ الفرقة؛ لأنّ الإخلالَ بهذه المبادِئ ينمِّي جذورَ الخصومة ويضرِم أتّونَها ويفرِّع أشواكَها ويُذبِل زَهرَ المجتمَع الغضّ وينكأ جراحَه، فينشَأ الحِقدُ والطّيش بالألباب والتعبِئة النفسية الغوغائيّة التي تتدلَّى بمُواقِعِها إلى اقترانِِ ما ضرُّه أكبرُ من نَفعِه، حتى يكثرَ السّخَط فتعمَى العين عن النَظَر إلى مِن زاويةٍ داكِنة، بل يذهَب بها عضُّ الأنامِل من الغيظ إلى التخيِيل وقَبول الأكاذيب والاعتمادِ على خيوطٍ من حِبال أطيَاف التنازُع والصّراع والأمَل في الهيمَنَة المثاليّة والوعودِ الواهية، وذلك كلُّه مما ينهى عنه الإسلامُ ويذمُّ المجتمعاتِ طُرّا أن تقعَ في هُوَّتِه.
لقد كان لنا في رسول الله أُسوَة حسنةٌ إذ تصِفه عائشة رضي الله عنها في مثلِ ذلك فتقول: ما انتقَمَ رسول الله لنفسِه إلا أن تُنتَهَك حُرمة الله، فينتَقِم لله بها.
عباد الله: أنَّ سلامةَ الصدر وسَعتَه في التعامُل مع الآخرين هو المِقبَض المفقود في أفئِدَة كثيرٍ من المجتمعات في هذا الزّمن إلا من رحِم الله وقليلاً ما هم، فكم نحن بحاجةٍ إلى ذلكم في ردمِ هوّةِ التجافي والشّحناء، وكم نحنُ في حاجةٍ إليه في تعامُلنا مع نوايَا الآخرين وكوامِنِهم، إنّه بمثل هذا التوازُن الذي يمليه على المرء سلامةُ صدره تجاهَ الآخرين ليبرِز الأفضليّةَ التي ذكرَها النبي بقوله حينما سئل: أيّ الناس أفضل؟ قال: (كلُّ مخمومِ القلب صدوقِ اللسان) قيل: صدوق اللسان نعرفه، فما مخمومُ القلب؟ قال: (هو التقيّ النّقِيّ، لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسد).
إنّ من سلِم قلبُه واتَّسع صدرُه للنّاس ونصَح لهم وأشفقَ عليهم وكان مظهَره سببًا إلى مخبَره فإنّه سيُلقَى له القبولُ عند النّاس، عدوُّهم قبلَ صديقهم؛ لأنه لا يعرِف لحظّ النفس سبيلاً، ولا للانتِقام وحبِّ الانتصار دليلاً، ثم إنَّ للقلبِ السّليم مذاقًا وحلاوةً لا يعرِفها إلا من طعِمها، وشتّان ـ أيها المسلمون ـ بين قلبٍ سليم وبين قلب مليءٍ بالغلِّ والوساوِس وإعمالِ الفِكر في إدراك الانتصار للذّات.
وصدق الله تعالى حيث يقول: { والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون}. حاتم جميل السحيمات
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre