المجاعة 23/9/2011
واشهد ان لا إله إلا الله الغني الكريم واسع الرحمة جزيل العطاء عظيم الهبات، الهي.. واشهد ان... يقول: (خياركم من اطعم الطعام ورد السلام) سيدي.. يا رب صلي على الحبيب.. صلى عليك.. اما بعد فأوصيكم... عباد الله:
إن الوقوف مع حاجات المنكوبين والعيش مع معاناة الآخرين خلق عربي نبيل ومبدأ إسلامي أصيل ومن أفعال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم المشهودة له قبل البعثة: أنه كان يحمل الكلَّ ويقري الضيف ويكسب المعدوم ويعين على نوائب الحق، فكم نحن بحاجة أن نستشعر هذه المبادئ ونعززها في زمن تعالت فيه صرخات اليتامى وسمعت فيه تأوهات الثكالى ما أجمل أن نتحدث عن إغاثة الملهوف وتفريج المكروب وما أروع أن نتكلم عن نجدة المظلوم ومواساة المكلوم. فتعالوا إخوة الإيمان مع حديث الأزمات، وخبر من أخبار المجاعات مع عمر رضي الله عنه وخبره عام الرمادة فحياته رضي الله عنه مع هذه المأساة عجب من العُجاب ومواقفه مع هذه المحنة عبرة ورسالة لكل صاحب مسؤولية أن يستشعر عِظم المسؤولية وأمانة التكليف.
عباد الله: في السنة الثامنة عشرة من الهجرة كانت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما حولها من البوادي على موعد مع مجاعة لم تعرفها العرب في تاريخها، وقعتْ هذه المسغبة بعد انقطاع المطر عن أرْض الحِجاز مدةً طويلة، فحصل القحْط، ومات الزَّرْع، وقلَّتِ اللقمة، وعُدِم أطايب الأكْل، ونزر الكلام، وكفَّ السائلون عن السؤال، وهزلتِ المواشي، وحصلتْ مسغبةٌ ما عرفتْها العرب في أيَّامها؛ حتى كان الرجلُ القويُّ يتلوَّى بيْن أهله من شدَّة المخمصة، ومات كثيرٌ من الأطفال والنِّساء في تلك السَّنة، وقد عس عمر رضي الله عنه ذات ليلة عام الرَّمادة فلم يَسمع أحدًا يضحك ولم يسمع متحدِّثًا في منزل، ولم يرَ سائلاً فتعجَّب وسأل فقيل يا أميرَ المؤمنين: قد سألوا فلم يجدوا، فقطعوا السؤال فهم في همٍّ وضِيق لا يتحدَّثون ولا يضحكون أمَّا حال عمر رضي الله عنه مع تلك المجاعة، فقد تغيَّرت عليه الدنيا وأظلمتْ عليه المدينة، طال كمدُه، وتغيَّر لونُه، وذبل جسمُه، وحمل همًّا لا تتحمله الجبال الرواسي. عاش كما يعيش الناس، تنفَّس همومَهم وغمومَهم، وذاق حاجتَهم وفاقتَهم، بل كان أولَ مَن جاع وآخِرَ مَن شبع، خطَب الناسَ عام الرمادة، فقرقرت أمعاء بطنِه من الجوع، فطعن بإصبعه في بطنه، وقال: "قرقِرْ أو لا تقرقِر، والله لا تشبع حتى يشبعَ أطفالُ المسلمين" هذا هو الفاروق، هذا هو ابن الخطَّاب، الذي حَكَم ديارَ الإسلام من مشرقها إلى مغربها، فليأتِ لنا التاريخ، ولتحضر لنا البشرية بمِثْل عمر، عقمتِ النساء أن يلدنَ مثل عمر. يا مَنْ يَرَى عُمَرًا تَكْسُوهُ بُرْدَتُهُ وَالزَّيْتُ أُدْمٌ لَهُ وَالْكُوخُ مَأْوَاهُ يَهْتَزُّ كِسْرَى عَلَى كُرْسِيِّهِ فَرَقًا مِنْ خَوْفِهِ وَمُلُوكُ الرُّومِ تَخْشَاهُ.
عباد الله: اعلموا أن في الصومال مخمصة شديدة، وموتا ذريعا، بسبب الجدب والجوع، لقد بلغت بهم المجاعة إلى حَدِّ أن ثلث أطفالهم مهدد بالموت جوعا، ومنهم نصف مليون طفل على شفير القبر، وتنقل الشاشات نزوح أرتال من البشر، وهم يقطعون مئات الأميال على أقدامهم هربا من الجوع إلى مصير مجهول. لقد نقلت الصُّور والشاشات صور أطفال وقد قضوا من الجوع والمرض، وآخرين منهم هياكل عظمية ينازعون الموت، قد ضعفت أصواتهم من الجوع فلا يقدرون على البكاء ولا على الحركة، صورهم تعبر عن حالهم حين عجزوا عن النطق بما في نفوسهم، ونقلت صور مواشيهم وأنعامهم وقد نفقت من الجوع. لقد بلغت بهم المجاعة إلى حد أن الأب يهرب من أسرته ليقينه بموتهم، لكنه يعجز عن رؤيتهم وهم يموتون أمامه ولا حيلة له، وبلغت المجاعة إلى حد أن الأم الرحيمة أثناء هجرتها بأطفالها من الجوع تُلقي بعضهم على قارعة الطريق تخففا منهم؛ لتسرع ببقيتهم لئلا يموتوا جميعا، والله أعلم بما في قلبها من الوجد والحزن على من ألقت منهم، وعلى من صحِبَتْهُ معها وهم يتضاغون من الجوع أمامها. ما أشد قسوة البشر وهم يشاهدون صور ذلك ثابتة ومتحركة وتنقل إليهم قصصه ومآسيه فلا تتحرك قلوبهم كيف يهنؤون بنوم؟ وكيف يتلذذون بطعام؟ وتصيح امرأة منهم فتقول نحن نموت جوعا أين هو العالم الإسلامي أرجوكم ساعدونا، وذكر أحد ممن زارهم أن المرضى يتركون في العراء بانتظار الموت بلا أي رعاية صحية، ألا سحقا لعالمنا المرابي فقد أودى بنا نحو الخراب فأرض لم تجد ماء شرابا وأرض تحتسي كأس الشرابي يموت الطفل في الصومال جوعا ونلقي بالطعام للكلاب فخافوا الله تعالى أن يسلب نعمكم، ويرفع أمنكم إن أنتم تخاذلتم عن إطعام إخوانكم، وإغاثتهم بفضول أموالكم، واحتسبوا الأجر من الله تعالى وكونوا كمن وصفهم الله تعالى بقوله: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا، وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}.
واشهد ان لا إله إلا الله الغني الكريم واسع الرحمة جزيل العطاء عظيم الهبات، الهي.. واشهد ان... يقول: (خياركم من اطعم الطعام ورد السلام) سيدي.. يا رب صلي على الحبيب.. صلى عليك.. اما بعد فأوصيكم... عباد الله:
إن الوقوف مع حاجات المنكوبين والعيش مع معاناة الآخرين خلق عربي نبيل ومبدأ إسلامي أصيل ومن أفعال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم المشهودة له قبل البعثة: أنه كان يحمل الكلَّ ويقري الضيف ويكسب المعدوم ويعين على نوائب الحق، فكم نحن بحاجة أن نستشعر هذه المبادئ ونعززها في زمن تعالت فيه صرخات اليتامى وسمعت فيه تأوهات الثكالى ما أجمل أن نتحدث عن إغاثة الملهوف وتفريج المكروب وما أروع أن نتكلم عن نجدة المظلوم ومواساة المكلوم. فتعالوا إخوة الإيمان مع حديث الأزمات، وخبر من أخبار المجاعات مع عمر رضي الله عنه وخبره عام الرمادة فحياته رضي الله عنه مع هذه المأساة عجب من العُجاب ومواقفه مع هذه المحنة عبرة ورسالة لكل صاحب مسؤولية أن يستشعر عِظم المسؤولية وأمانة التكليف.
عباد الله: في السنة الثامنة عشرة من الهجرة كانت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما حولها من البوادي على موعد مع مجاعة لم تعرفها العرب في تاريخها، وقعتْ هذه المسغبة بعد انقطاع المطر عن أرْض الحِجاز مدةً طويلة، فحصل القحْط، ومات الزَّرْع، وقلَّتِ اللقمة، وعُدِم أطايب الأكْل، ونزر الكلام، وكفَّ السائلون عن السؤال، وهزلتِ المواشي، وحصلتْ مسغبةٌ ما عرفتْها العرب في أيَّامها؛ حتى كان الرجلُ القويُّ يتلوَّى بيْن أهله من شدَّة المخمصة، ومات كثيرٌ من الأطفال والنِّساء في تلك السَّنة، وقد عس عمر رضي الله عنه ذات ليلة عام الرَّمادة فلم يَسمع أحدًا يضحك ولم يسمع متحدِّثًا في منزل، ولم يرَ سائلاً فتعجَّب وسأل فقيل يا أميرَ المؤمنين: قد سألوا فلم يجدوا، فقطعوا السؤال فهم في همٍّ وضِيق لا يتحدَّثون ولا يضحكون أمَّا حال عمر رضي الله عنه مع تلك المجاعة، فقد تغيَّرت عليه الدنيا وأظلمتْ عليه المدينة، طال كمدُه، وتغيَّر لونُه، وذبل جسمُه، وحمل همًّا لا تتحمله الجبال الرواسي. عاش كما يعيش الناس، تنفَّس همومَهم وغمومَهم، وذاق حاجتَهم وفاقتَهم، بل كان أولَ مَن جاع وآخِرَ مَن شبع، خطَب الناسَ عام الرمادة، فقرقرت أمعاء بطنِه من الجوع، فطعن بإصبعه في بطنه، وقال: "قرقِرْ أو لا تقرقِر، والله لا تشبع حتى يشبعَ أطفالُ المسلمين" هذا هو الفاروق، هذا هو ابن الخطَّاب، الذي حَكَم ديارَ الإسلام من مشرقها إلى مغربها، فليأتِ لنا التاريخ، ولتحضر لنا البشرية بمِثْل عمر، عقمتِ النساء أن يلدنَ مثل عمر. يا مَنْ يَرَى عُمَرًا تَكْسُوهُ بُرْدَتُهُ وَالزَّيْتُ أُدْمٌ لَهُ وَالْكُوخُ مَأْوَاهُ يَهْتَزُّ كِسْرَى عَلَى كُرْسِيِّهِ فَرَقًا مِنْ خَوْفِهِ وَمُلُوكُ الرُّومِ تَخْشَاهُ.
عباد الله: اعلموا أن في الصومال مخمصة شديدة، وموتا ذريعا، بسبب الجدب والجوع، لقد بلغت بهم المجاعة إلى حَدِّ أن ثلث أطفالهم مهدد بالموت جوعا، ومنهم نصف مليون طفل على شفير القبر، وتنقل الشاشات نزوح أرتال من البشر، وهم يقطعون مئات الأميال على أقدامهم هربا من الجوع إلى مصير مجهول. لقد نقلت الصُّور والشاشات صور أطفال وقد قضوا من الجوع والمرض، وآخرين منهم هياكل عظمية ينازعون الموت، قد ضعفت أصواتهم من الجوع فلا يقدرون على البكاء ولا على الحركة، صورهم تعبر عن حالهم حين عجزوا عن النطق بما في نفوسهم، ونقلت صور مواشيهم وأنعامهم وقد نفقت من الجوع. لقد بلغت بهم المجاعة إلى حد أن الأب يهرب من أسرته ليقينه بموتهم، لكنه يعجز عن رؤيتهم وهم يموتون أمامه ولا حيلة له، وبلغت المجاعة إلى حد أن الأم الرحيمة أثناء هجرتها بأطفالها من الجوع تُلقي بعضهم على قارعة الطريق تخففا منهم؛ لتسرع ببقيتهم لئلا يموتوا جميعا، والله أعلم بما في قلبها من الوجد والحزن على من ألقت منهم، وعلى من صحِبَتْهُ معها وهم يتضاغون من الجوع أمامها. ما أشد قسوة البشر وهم يشاهدون صور ذلك ثابتة ومتحركة وتنقل إليهم قصصه ومآسيه فلا تتحرك قلوبهم كيف يهنؤون بنوم؟ وكيف يتلذذون بطعام؟ وتصيح امرأة منهم فتقول نحن نموت جوعا أين هو العالم الإسلامي أرجوكم ساعدونا، وذكر أحد ممن زارهم أن المرضى يتركون في العراء بانتظار الموت بلا أي رعاية صحية، ألا سحقا لعالمنا المرابي فقد أودى بنا نحو الخراب فأرض لم تجد ماء شرابا وأرض تحتسي كأس الشرابي يموت الطفل في الصومال جوعا ونلقي بالطعام للكلاب فخافوا الله تعالى أن يسلب نعمكم، ويرفع أمنكم إن أنتم تخاذلتم عن إطعام إخوانكم، وإغاثتهم بفضول أموالكم، واحتسبوا الأجر من الله تعالى وكونوا كمن وصفهم الله تعالى بقوله: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا، وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}.
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre