عباد الرحمن 7/10/2011
واشهد ان لا اله الا الله الذي خلق الخلق للطاعة والعبادة والذي يسر أسباب السعادة، ووعد المؤمنين الحسنى وزيادة. قدم لنفسك توبة قبل الممات وقبل حبس الألسن بادر بها غلق النفوس فإنها ذخر وغنم للمنيب المحسن وأشهد أن... حث على كل خير وحذر من الضلال والغواية. يا سيدي لما ذكرتك أشرقت روحي وطابت بالسعادة ذاتي ألقاك بالليل البهيم وبالدجى ألقاك في صحوي وفي غفوات صلى عليك الله.. أما بعد فأوصيكم ونفسي ... عباد الله:
{وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا} فمن هم عباد الرحمن الذين وصفهم الله ومدحهم واثني عليهم وفضلهم على من سواهم إنهم خلاصة البشرية وخلاصة عباده الذين يحملون الهدى لهذه البشرية. فها هم عباد الرحمن الذين يعرفون الرحمن, ويستحقون أن ينسبوا إليه, وأن يكونوا عباده. بصفاتهم المميزة ومقومات نفوسهم وسلوكهم وحياتهم مثلا حية واقعية للامة التي يريدها الإسلام وهؤلاء هم الذين يستحقون أن يعبأ بهم الله في الأرض, ويوجه إليهم عنايته فالبشر كلهم أهون على الله من أن يعبأ بهم لولا أن هؤلاء فيهم ولولا أن هؤلاء يتوجهون إليه بالتضرع والدعاء فأضافهم الى صفة من صفاته وجعلهم خلاصة عباده.
العبودية لله نوعان: عبودية لربوبيته وهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، فكلهم عبيد لله {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}، وعبودية لألوهيته فالعبودية إظهار التذلل والعبادة أبلغ منها لأنها غاية التذلل.
العباد: هم الذين يقبلون على خالقهم طوعا وليس كرها فيبشرهم ربهم في كتابه فقال عنهم: مخاطبا ابليس: {ان عبادي ليس لك عليهم سلطان}، وذكر موقفهم يوم القيامة:{يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون}، ووعدهم بالجنة: {تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا}، وجعلهم من يعلي كلمة الله:{أرسلنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد}.
حقيقة العبادة: كمال الحب مع كمال الخضوع، إذا عبدت الله وحده فعبادتك لله هي عين حريتك، وسبيل حقيقي إلى سيادتك، لذلك من عبد الله أصبح حراً من رق المخلوقين، من رق الشهوات من رق النزوات، من رق الحاجات، أصبح حراً، كن عبد الله فعبد الله حر.
ليس أشرف للإنسان العاقل من أن يعبد الذي خلقه، أيعبد مخلوقاً من دون الله، لا ينفعه ولا يضره، أيعبد جهة من الجهات، لا تملك له نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً ولا حياة، ولا نشوراً، لا تستمع إليه، وإذا استمعت لا تستجيب له، أهذا يليق بالإنسان؟ ليس أشرف للإنسان العاقل من أن يعبد الذي خلقه، فسواه فعدله، وأن يطرح كل عبادة من سواه، وليس أجلب للسعادة، ليس أشرف، وليس أجلب للسعادة، وليس أجلب للسلامة من أن توجه الهم كله إلى الله، قال : (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ).
فانتسب الى اشرف نسب الى الرحمن هذه الصفة التي تحمل معنى العطف والرقة والشفقة والحنان واكثر صفه من صفات الله ذكرت في القرءان لكى تحبه كما هو يحبك، تلك الصفوة المحبوبة إلى الله الذين تميزوا بعشر صفات هي من أحب الصفات إليه فاستحقوا أن ينسبهم إليه ويجعلهم من أحبابه المقربين وعباده الصالحين واستحقوا أن يقول الله في الحديث القدسي عنهم: (إن لي عباداً من عبادي يحبوني وأحبهم، ويشتاقون إليَّ وأشتاق إليهم، ويذكروني وأذكرهم، وينظرون إليَّ وأنظر إليهم، يراعون الظلال بالنهار كما يُراعي الراعي الشفيق غـنمه، ويحنون إلي كما يحن الطائر إلي وكره عند الغروب، فإذا جنَّـهم الليل واختلط الظلام وفـُرشت الفرش ونصبت الأسرة وخلا كل حبيب بحبيبه، نصبوا إلي أقدامهم وافترشوا إلي وجوههم وناجوني بكلامي وتملقوا إلي بإنعامي فبين صارخ وباك، وبين متأوه وشاك، وبين قائم وقاعد وبين راكع وساجد أقبل بوجهي عليهم واستجيب دعاءهم).
حاتم جميل السحيمات
واشهد ان لا اله الا الله الذي خلق الخلق للطاعة والعبادة والذي يسر أسباب السعادة، ووعد المؤمنين الحسنى وزيادة. قدم لنفسك توبة قبل الممات وقبل حبس الألسن بادر بها غلق النفوس فإنها ذخر وغنم للمنيب المحسن وأشهد أن... حث على كل خير وحذر من الضلال والغواية. يا سيدي لما ذكرتك أشرقت روحي وطابت بالسعادة ذاتي ألقاك بالليل البهيم وبالدجى ألقاك في صحوي وفي غفوات صلى عليك الله.. أما بعد فأوصيكم ونفسي ... عباد الله:
{وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا} فمن هم عباد الرحمن الذين وصفهم الله ومدحهم واثني عليهم وفضلهم على من سواهم إنهم خلاصة البشرية وخلاصة عباده الذين يحملون الهدى لهذه البشرية. فها هم عباد الرحمن الذين يعرفون الرحمن, ويستحقون أن ينسبوا إليه, وأن يكونوا عباده. بصفاتهم المميزة ومقومات نفوسهم وسلوكهم وحياتهم مثلا حية واقعية للامة التي يريدها الإسلام وهؤلاء هم الذين يستحقون أن يعبأ بهم الله في الأرض, ويوجه إليهم عنايته فالبشر كلهم أهون على الله من أن يعبأ بهم لولا أن هؤلاء فيهم ولولا أن هؤلاء يتوجهون إليه بالتضرع والدعاء فأضافهم الى صفة من صفاته وجعلهم خلاصة عباده.
العبودية لله نوعان: عبودية لربوبيته وهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، فكلهم عبيد لله {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}، وعبودية لألوهيته فالعبودية إظهار التذلل والعبادة أبلغ منها لأنها غاية التذلل.
العباد: هم الذين يقبلون على خالقهم طوعا وليس كرها فيبشرهم ربهم في كتابه فقال عنهم: مخاطبا ابليس: {ان عبادي ليس لك عليهم سلطان}، وذكر موقفهم يوم القيامة:{يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون}، ووعدهم بالجنة: {تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا}، وجعلهم من يعلي كلمة الله:{أرسلنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد}.
حقيقة العبادة: كمال الحب مع كمال الخضوع، إذا عبدت الله وحده فعبادتك لله هي عين حريتك، وسبيل حقيقي إلى سيادتك، لذلك من عبد الله أصبح حراً من رق المخلوقين، من رق الشهوات من رق النزوات، من رق الحاجات، أصبح حراً، كن عبد الله فعبد الله حر.
ليس أشرف للإنسان العاقل من أن يعبد الذي خلقه، أيعبد مخلوقاً من دون الله، لا ينفعه ولا يضره، أيعبد جهة من الجهات، لا تملك له نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً ولا حياة، ولا نشوراً، لا تستمع إليه، وإذا استمعت لا تستجيب له، أهذا يليق بالإنسان؟ ليس أشرف للإنسان العاقل من أن يعبد الذي خلقه، فسواه فعدله، وأن يطرح كل عبادة من سواه، وليس أجلب للسعادة، ليس أشرف، وليس أجلب للسعادة، وليس أجلب للسلامة من أن توجه الهم كله إلى الله، قال : (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ).
فانتسب الى اشرف نسب الى الرحمن هذه الصفة التي تحمل معنى العطف والرقة والشفقة والحنان واكثر صفه من صفات الله ذكرت في القرءان لكى تحبه كما هو يحبك، تلك الصفوة المحبوبة إلى الله الذين تميزوا بعشر صفات هي من أحب الصفات إليه فاستحقوا أن ينسبهم إليه ويجعلهم من أحبابه المقربين وعباده الصالحين واستحقوا أن يقول الله في الحديث القدسي عنهم: (إن لي عباداً من عبادي يحبوني وأحبهم، ويشتاقون إليَّ وأشتاق إليهم، ويذكروني وأذكرهم، وينظرون إليَّ وأنظر إليهم، يراعون الظلال بالنهار كما يُراعي الراعي الشفيق غـنمه، ويحنون إلي كما يحن الطائر إلي وكره عند الغروب، فإذا جنَّـهم الليل واختلط الظلام وفـُرشت الفرش ونصبت الأسرة وخلا كل حبيب بحبيبه، نصبوا إلي أقدامهم وافترشوا إلي وجوههم وناجوني بكلامي وتملقوا إلي بإنعامي فبين صارخ وباك، وبين متأوه وشاك، وبين قائم وقاعد وبين راكع وساجد أقبل بوجهي عليهم واستجيب دعاءهم).
حاتم جميل السحيمات
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre