يمشون على الارض هونا 14/10/2100
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الجليل ، المنزه عن النظير والعديل المنعم بقبول القليل المتكرم بإعطاء الجزيل تقدس عما يقول أهل التعطيل وتعالى عما يعتقد أهل التمثيل نصب للعقل على وجوده أوضح دليل وهدى إلى وجوده أبين سبيل، سهدت أعين ونامت عيون في شؤون تكون أو لا تكون فاطرح الهم ما استطعت فحملانك الهموم جنون إن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون وأشهد أن... يقول {عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له} يا رب صلي وسلم ما أردت على نزيل عرشك خير الرسل كلهم محي الليالي صلاة لا يقطعها إلا بدمع من الإشفاق منسجم، صلى عليك الله.. أما بعد فأوصيكم .. عباد الله: {يمشون على الأرض هوناً} فعباد الرحمن هم خلاصة البشر يمشون في الطريق هونا لا تصنع ولا تكلف ولا كبر ولا خيلاء مشية تعبر عن شخصية متزنة ونفس سوية مطمئنة متأسيا بالقدوة الأولى محمد e لا يصعر خده استكبارا ولا يمشي في الأرض مرحا لا يقصد إلى مزاحمة، ولا سوء أدب في الممازحة، يحترم نفسه في أدب جم، وخلق عال، لا يسير سير الجبارين، ولا يضطرب في خفة الجاهلين، إنه المشي الهون المناسب للرحمة في عباد الرحمن، لكن لماذا جعلها الله أول صفة لعباده؟ ذلك لأن المشية غالبا ما تعبر عن صاحبها، عن شخصيته وما يستكن فيها من مشاعر وأخلاق، فالرجل له مشية والمرأة لها مشية، والمتكبرون لهم مشية، والمؤمنون المتواضعون لهم مشية، والصحيح السليم له مشية، والمريض العليل له مشية، وهكذا كل يمشي معبرا عما في ذاته. فعباد الرحمن يمشون على الأرض هونا، متواضعين هينين لينين، بسكينة ووقار لا بتجبر واستكبار، لا يستعلون على أحد ولا ينتفخون بمشيتهم، وقد نهانا الله عن هذه المشية فقال سبحانه: {ولا تمش في الأرض مرحا أنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا}. نعم فمهما دببت في الأرض فلن تخرقها، ومهما تطاولت بعنقك، فلن تبلغ الجبال طولا، وفي وصايا لقمان لابنه {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور}. المختال الذي يظهر أثر الكبر في أفعاله والفخور الذي يظهر أثر الكبر في أقواله. {الذين يمشون على الأرض هونا} ليس المقصود أنهم يمشون متماوتين كالمرضى كما يفعل البعض ذلك وفي ظنه أن هذا من التنسك والزهد، كلا فما كان النبي ولا أصحابه يفعلون ذلك، فقد كان e إذا مشى فكأنما ينحط من صبب كأنما ينزل من مرتفع إلى منحدر فهذه مشية أولى العزم والهمة والشجاعة. يقول أبي هريرة: (ما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله e كأنما الأرض تطوى له، وإنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث) فلم يكن متماوتا ولا بطيئا إنما مشيه وسط بين السرعة والبطء، وهكذا كان عمر لما رأى شابا يتماوت في مشيته فقال: أأنت مريض؟ قال ما أنا بمريض، قال: إذا فلا تمش هكذا.
المسلم ينبغي أن يكون نموذج للتواضع وخفض الجناح فلا يغتر بعلم ولا مال ولا جاه وقال رسول الله e: (ما نقص صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله). فاعرف قدرك أيها الإنسان، فمن تواضع لله رفعه، ومن تكبر وضعه الله.
إنَّ التَّواضعَ خُلُقُ النبيينَ والمؤمنينَ, وسمةُ الصالحينَ, فهُوَ يزيدُ الشَّريفَ شرفاً, ويرفعُ لصاحبِهِ ذِكْراً وقدْراً, مَنْ تخلَّقَ بهِ رفعَهُ اللهُ, ومَنْ تمسَّكَ بهِ أسعدَه الله, قَالَ سبحانَهُ: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
والتواضعُ صفةٌ حميدةٌ تؤلِّفُ بينَ قلوبِ الناسِ, وتزيدُ المحبةَ والمودةَ بينَهُمْ, وتنشرُ الإخاءَ والصَّفاءَ, وهُوَ مطلوبٌ مِنَ المسلمِ فِي كلِّ أحوالِهِ وفِي كلِّ شؤونِهِ, مَعَ كلِّ الناسِ مِنَ المسلمينَ وغيرِ المسلمينَ، كبيرِهِمْ وصغيرِهِمْ وغنيِّهِمْ وفقيرِِهِمْ, فالنَّاسُ كلُّهُمْ سواسيةٌ لاَ فرقَ بيْنَ عربِيٍّ وأعجمِيٍّ ولاَ بيْنَ أبيضَ ولاَ أسودَ إلاَّ بالتَّقْوَى والعملِ الصَّالِحِ, قَالَ النَّبيُّ e: (إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَىَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلاَ يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ).
حاتم جميل السحيمات
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الجليل ، المنزه عن النظير والعديل المنعم بقبول القليل المتكرم بإعطاء الجزيل تقدس عما يقول أهل التعطيل وتعالى عما يعتقد أهل التمثيل نصب للعقل على وجوده أوضح دليل وهدى إلى وجوده أبين سبيل، سهدت أعين ونامت عيون في شؤون تكون أو لا تكون فاطرح الهم ما استطعت فحملانك الهموم جنون إن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون وأشهد أن... يقول {عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له} يا رب صلي وسلم ما أردت على نزيل عرشك خير الرسل كلهم محي الليالي صلاة لا يقطعها إلا بدمع من الإشفاق منسجم، صلى عليك الله.. أما بعد فأوصيكم .. عباد الله: {يمشون على الأرض هوناً} فعباد الرحمن هم خلاصة البشر يمشون في الطريق هونا لا تصنع ولا تكلف ولا كبر ولا خيلاء مشية تعبر عن شخصية متزنة ونفس سوية مطمئنة متأسيا بالقدوة الأولى محمد e لا يصعر خده استكبارا ولا يمشي في الأرض مرحا لا يقصد إلى مزاحمة، ولا سوء أدب في الممازحة، يحترم نفسه في أدب جم، وخلق عال، لا يسير سير الجبارين، ولا يضطرب في خفة الجاهلين، إنه المشي الهون المناسب للرحمة في عباد الرحمن، لكن لماذا جعلها الله أول صفة لعباده؟ ذلك لأن المشية غالبا ما تعبر عن صاحبها، عن شخصيته وما يستكن فيها من مشاعر وأخلاق، فالرجل له مشية والمرأة لها مشية، والمتكبرون لهم مشية، والمؤمنون المتواضعون لهم مشية، والصحيح السليم له مشية، والمريض العليل له مشية، وهكذا كل يمشي معبرا عما في ذاته. فعباد الرحمن يمشون على الأرض هونا، متواضعين هينين لينين، بسكينة ووقار لا بتجبر واستكبار، لا يستعلون على أحد ولا ينتفخون بمشيتهم، وقد نهانا الله عن هذه المشية فقال سبحانه: {ولا تمش في الأرض مرحا أنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا}. نعم فمهما دببت في الأرض فلن تخرقها، ومهما تطاولت بعنقك، فلن تبلغ الجبال طولا، وفي وصايا لقمان لابنه {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور}. المختال الذي يظهر أثر الكبر في أفعاله والفخور الذي يظهر أثر الكبر في أقواله. {الذين يمشون على الأرض هونا} ليس المقصود أنهم يمشون متماوتين كالمرضى كما يفعل البعض ذلك وفي ظنه أن هذا من التنسك والزهد، كلا فما كان النبي ولا أصحابه يفعلون ذلك، فقد كان e إذا مشى فكأنما ينحط من صبب كأنما ينزل من مرتفع إلى منحدر فهذه مشية أولى العزم والهمة والشجاعة. يقول أبي هريرة: (ما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله e كأنما الأرض تطوى له، وإنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث) فلم يكن متماوتا ولا بطيئا إنما مشيه وسط بين السرعة والبطء، وهكذا كان عمر لما رأى شابا يتماوت في مشيته فقال: أأنت مريض؟ قال ما أنا بمريض، قال: إذا فلا تمش هكذا.
المسلم ينبغي أن يكون نموذج للتواضع وخفض الجناح فلا يغتر بعلم ولا مال ولا جاه وقال رسول الله e: (ما نقص صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله). فاعرف قدرك أيها الإنسان، فمن تواضع لله رفعه، ومن تكبر وضعه الله.
إنَّ التَّواضعَ خُلُقُ النبيينَ والمؤمنينَ, وسمةُ الصالحينَ, فهُوَ يزيدُ الشَّريفَ شرفاً, ويرفعُ لصاحبِهِ ذِكْراً وقدْراً, مَنْ تخلَّقَ بهِ رفعَهُ اللهُ, ومَنْ تمسَّكَ بهِ أسعدَه الله, قَالَ سبحانَهُ: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
والتواضعُ صفةٌ حميدةٌ تؤلِّفُ بينَ قلوبِ الناسِ, وتزيدُ المحبةَ والمودةَ بينَهُمْ, وتنشرُ الإخاءَ والصَّفاءَ, وهُوَ مطلوبٌ مِنَ المسلمِ فِي كلِّ أحوالِهِ وفِي كلِّ شؤونِهِ, مَعَ كلِّ الناسِ مِنَ المسلمينَ وغيرِ المسلمينَ، كبيرِهِمْ وصغيرِهِمْ وغنيِّهِمْ وفقيرِِهِمْ, فالنَّاسُ كلُّهُمْ سواسيةٌ لاَ فرقَ بيْنَ عربِيٍّ وأعجمِيٍّ ولاَ بيْنَ أبيضَ ولاَ أسودَ إلاَّ بالتَّقْوَى والعملِ الصَّالِحِ, قَالَ النَّبيُّ e: (إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَىَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلاَ يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ).
حاتم جميل السحيمات
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre