التربية بالقدوة
يقول الله تعالي مخاطباً نبيه (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)(الأنعام: من الآية90)
وإذا كان التوجيه الرباني للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقتدى بهدى الأنبياء فنحن نتأسى به صلى الله عليه وسلم ونسير على خطاه، مع استحضار أن وجود القدوة في هذا الوقت عنوان على شموخ الإيمان وعزة الإسلام، فيالها من قلوب مؤمنة تلك التي اختارت طريق الجنة وصبرت وجاهدت..
نسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين...
فنحن هذا الوقت في أمس الحاجة إلى قدوات في العبادة والدعوة والأخلاق، وإلى أمس الحاجة إلى البحث في أسباب قلة النماذج التي يقتدى بها.
وتعد تربية الأبناء بالقدوة من أقوى الوسائل في تعويدهم فعل الخير؛ لأن الناشئ يتعلم من الأعمال أكثر من الأقوال، بل إن التلقين لا يكاد يثمر الثمرة المطلوبة في وجود الفعل المخالف، ولهذا كان بعض الآباء يرسلون أبناءهم لمن يظنون فيه الصلاح لتربيته وليستفيد الولد من نموذج حي يعمل بما يقول. قال عمرو بن عتبة لمعلم ولده: "ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت" ( . وكان كثير من السلف يذهبون إلى حلق بعض العلماء لا ليطلبوا العلم وإنما ليستفيدوا الأخلاق والسمت.
ففي مطلع الحياة ، وحينما تبدأ كطفل تعي ما يجري حولك ، فإنّك تقوم بتقليد والديك . وهذا الأمر لا يشمل بالطبع الانسان وحده بل حتى صغار الحيوانات ، ولذا شاع في الأمثال العربية القول : "اتبعتهُ اتّباع الفصيل (1)أثر أمّه" .
فالطفلُ يبدأ باكتساب العادات والتقاليد والملكات من خلال ما يسمعه ويلاحظه من أقوال وحركات وانفعالات ، وبذلك فإنّه يقوم بالخطوات الأولى للإقتداء بالكبار باعتبارهم مثله الأعلى ، أي أ نّه يقول كما يقولون ، ويفعل كما يفعلون تشبّهاً واقتداءً بهم .
وحتى تكتسبَ مهارةً معيّنة كما في سياقة السيارة ـ مثلاً ـ تحتاج إلى أن ترى السائق المدرّب كيف يسوق السيارة ، فتقلّده وتقتدي به خطوة خطوة ، وحركة حركة . وما تقليدك لخطوات العمل بحذافيرها ، إلاّ لقناعة داخلية أن مدرّبك سائق ماهر وصاحب تجربة طويلة في ميدان السياقة ، حتى أ نّك لا تناقشه فيما يقول ويفعل لأ نّك تراه أخبر منك ، والطاعة لأهل الخبرة مسألة عقلية وعلمية وحياتية .
ولا نظنّك تعدم القدوة في أيّ وقت وفي أيّ مكان ، فالأنبياء والأئمة (عليهم السلام) والصالحون من عباد الله الذين خلّد التأريخ ذكرهم ، قدوات خالدة ، وليست قدوات لمقاطع زمنية محدّدة ، ولو كانوا قد انتهوا كقدوات لما كان الله سبحانه وتعالى يطلب منّا التأسّي بهم رغم البعد الزمني الذي يتجاوز آلاف السنين .
وعلى فرض أ نّك لم تجد في محيطك قدوة تتأسّى بها وتكون مثالك الذي تقتفي خطواته ، فلتصنع من نفسك قدوة لغيرك ، أي حاول أن تؤسِّس للقدوة في المحيط الاجتماعي والعملي الذي أنت فيه ، بل حتى مع وجود القدوات الصالحة ، ليعمل كلٌّ منّا في أن يكون قدوة منافسة في الخيرات .
إنّ زيادة قدوة أخرى يزيد في رصيد القدوات الصالحة بين الناس ، ويرفع المجتمع من درجة مجتمع تقليدي يراوح مكانه ، إلى مجتمع يرتقي إلى الأعلى ، ذلك أنّ القدوة هي نموذج نوعي تصنعه جهود كبيرة وسعي متواصل لنيل الدرجات العُلى . ألم تقرأ في كتاب الله المجيد قوله تعالى : (واجعلنا للمتّقين إماما )(14)فأنت لا تطلب أن تكون تقيّاً وحسب ، بل أن تكون قدوة وأسوة للمتّقين ، فالإمامة مثل أعلى ، والمأموم في حالة اقتداء مستمر بالإمام ، لكنّه وهو يقتدي بغيره لا بدّ أن يكون قدوة لغيره .
واللاّفت في الآية الكريمة أنّ الطلب يمثل مستوى الطموح ، فالإمامة المطلوبة ليست للمسلمين ، أو المؤمنين ، بل للمتقين ، فإذا كانت التقوى هي معيار التفاضل بين الناس وفقاً لقوله تعالى : (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )(15) فإنّك يمكن أن تكون قدوة لأفضل الناس وأحسنهم وأكرمهم ، والطريق إلى ذلك مفتوح ، وليس حكراً على أحد .
هل تفكّر أن تكون قدوة للمتقين الصالحين ؟
ليس مع العزيمة والإرادة مستحيل . فأنت قدوة لآخرين منهم أبناءك فإن كنت قدوة صالحة فلك الأجر العظيم و العكس بالعكس
يقول الله تعالي مخاطباً نبيه (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)(الأنعام: من الآية90)
وإذا كان التوجيه الرباني للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقتدى بهدى الأنبياء فنحن نتأسى به صلى الله عليه وسلم ونسير على خطاه، مع استحضار أن وجود القدوة في هذا الوقت عنوان على شموخ الإيمان وعزة الإسلام، فيالها من قلوب مؤمنة تلك التي اختارت طريق الجنة وصبرت وجاهدت..
نسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين...
فنحن هذا الوقت في أمس الحاجة إلى قدوات في العبادة والدعوة والأخلاق، وإلى أمس الحاجة إلى البحث في أسباب قلة النماذج التي يقتدى بها.
وتعد تربية الأبناء بالقدوة من أقوى الوسائل في تعويدهم فعل الخير؛ لأن الناشئ يتعلم من الأعمال أكثر من الأقوال، بل إن التلقين لا يكاد يثمر الثمرة المطلوبة في وجود الفعل المخالف، ولهذا كان بعض الآباء يرسلون أبناءهم لمن يظنون فيه الصلاح لتربيته وليستفيد الولد من نموذج حي يعمل بما يقول. قال عمرو بن عتبة لمعلم ولده: "ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت" ( . وكان كثير من السلف يذهبون إلى حلق بعض العلماء لا ليطلبوا العلم وإنما ليستفيدوا الأخلاق والسمت.
ففي مطلع الحياة ، وحينما تبدأ كطفل تعي ما يجري حولك ، فإنّك تقوم بتقليد والديك . وهذا الأمر لا يشمل بالطبع الانسان وحده بل حتى صغار الحيوانات ، ولذا شاع في الأمثال العربية القول : "اتبعتهُ اتّباع الفصيل (1)أثر أمّه" .
فالطفلُ يبدأ باكتساب العادات والتقاليد والملكات من خلال ما يسمعه ويلاحظه من أقوال وحركات وانفعالات ، وبذلك فإنّه يقوم بالخطوات الأولى للإقتداء بالكبار باعتبارهم مثله الأعلى ، أي أ نّه يقول كما يقولون ، ويفعل كما يفعلون تشبّهاً واقتداءً بهم .
وحتى تكتسبَ مهارةً معيّنة كما في سياقة السيارة ـ مثلاً ـ تحتاج إلى أن ترى السائق المدرّب كيف يسوق السيارة ، فتقلّده وتقتدي به خطوة خطوة ، وحركة حركة . وما تقليدك لخطوات العمل بحذافيرها ، إلاّ لقناعة داخلية أن مدرّبك سائق ماهر وصاحب تجربة طويلة في ميدان السياقة ، حتى أ نّك لا تناقشه فيما يقول ويفعل لأ نّك تراه أخبر منك ، والطاعة لأهل الخبرة مسألة عقلية وعلمية وحياتية .
ولا نظنّك تعدم القدوة في أيّ وقت وفي أيّ مكان ، فالأنبياء والأئمة (عليهم السلام) والصالحون من عباد الله الذين خلّد التأريخ ذكرهم ، قدوات خالدة ، وليست قدوات لمقاطع زمنية محدّدة ، ولو كانوا قد انتهوا كقدوات لما كان الله سبحانه وتعالى يطلب منّا التأسّي بهم رغم البعد الزمني الذي يتجاوز آلاف السنين .
وعلى فرض أ نّك لم تجد في محيطك قدوة تتأسّى بها وتكون مثالك الذي تقتفي خطواته ، فلتصنع من نفسك قدوة لغيرك ، أي حاول أن تؤسِّس للقدوة في المحيط الاجتماعي والعملي الذي أنت فيه ، بل حتى مع وجود القدوات الصالحة ، ليعمل كلٌّ منّا في أن يكون قدوة منافسة في الخيرات .
إنّ زيادة قدوة أخرى يزيد في رصيد القدوات الصالحة بين الناس ، ويرفع المجتمع من درجة مجتمع تقليدي يراوح مكانه ، إلى مجتمع يرتقي إلى الأعلى ، ذلك أنّ القدوة هي نموذج نوعي تصنعه جهود كبيرة وسعي متواصل لنيل الدرجات العُلى . ألم تقرأ في كتاب الله المجيد قوله تعالى : (واجعلنا للمتّقين إماما )(14)فأنت لا تطلب أن تكون تقيّاً وحسب ، بل أن تكون قدوة وأسوة للمتّقين ، فالإمامة مثل أعلى ، والمأموم في حالة اقتداء مستمر بالإمام ، لكنّه وهو يقتدي بغيره لا بدّ أن يكون قدوة لغيره .
واللاّفت في الآية الكريمة أنّ الطلب يمثل مستوى الطموح ، فالإمامة المطلوبة ليست للمسلمين ، أو المؤمنين ، بل للمتقين ، فإذا كانت التقوى هي معيار التفاضل بين الناس وفقاً لقوله تعالى : (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )(15) فإنّك يمكن أن تكون قدوة لأفضل الناس وأحسنهم وأكرمهم ، والطريق إلى ذلك مفتوح ، وليس حكراً على أحد .
هل تفكّر أن تكون قدوة للمتقين الصالحين ؟
ليس مع العزيمة والإرادة مستحيل . فأنت قدوة لآخرين منهم أبناءك فإن كنت قدوة صالحة فلك الأجر العظيم و العكس بالعكس
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre