آيات في الاقتداء
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) (الأحزاب:21) ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) (الممتحنة: من الآية4)
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِر َ) (الممتحنة: من الآية6)
( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) (الأنعام: من الآية90)
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}.
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124) (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (الفرقان:74) (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (الانبياء:73)
أحاديث في الاقتداء
وقد جاء في الحديث الشريف : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) .
معني الإقتداء
القدوة هي الاسم من الاقتداء، وكلاهما مأخوذ من مادة (ق د و) التي تدل على اقتياس بالشيء واهتداء. قال الجوهري: القدوة ب*****ر: الأسوة، يقال: فلان قدوة يقتدى به، وقد يضم فيقال: لي بك قدوة وقدوة وقدة.
والقدو: أصل البناء الذي يتشعب منه تصريف الاقتداء، يقال: قدوة لمن يقتدى به. قال ابن الأعرابي: القدوة التقدم، يقال: فلان لا يقاديه أحد، ولا يماديه أحد، ولا يباريه أحد، ولا يجاريه أحد، وذلك إذا برز في الخلال كلها (1).
القدوة في الاصطلاح:
فالإقتداء هو أن تقتفي خطّ السير بأن تقلّد الآخرين الذين تحبّهم ، وتثق بهم ، وتعتقد أن ما يقومون به هو الصواب . والإقتداء هنا هو مدخل من مداخل التربية والتعليم ، لكنّ الحاجة إلى الإقتداء قائمة ودائمة حتى آخر العمر ، وليست مرهونة بالطفولة فحسب .
قال المناوي: القدوة هي الاقتداء بالغير ومتابعته والتأسي به.
وقال الشنقيطي في أضواء البيان: الأسوة كالقدوة، وهي اتباع الغير على الحالة التي يكون عليها حسنة أو قبيحة.
إذن القدوة الحسنة هو: ذلك الشخص الذي اجتمعت لديه الصفات الحسنة كلها، لكن هذا لا يمنع من القول أن فلاناً قدوة في صفة معينة ويكون ممن ينقص حظه في أمور أخرى، فيقال ـ مثلا ـ فلان قدوة في البذل والتضحية ولكنه لا يتصف بالعلم مثلاً، ويقال إن فلاناً قدوة في طلب العلم دون الشجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يقال إن هذه الأخت قدوة في الأدب واللباقة ولكنها ليست على قدر من العلم الشرعي. والموفق من ضرب من كل خير بسهم فيكون له باع في كل فضيلة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وبضد ذلك القدوة السيئة التي تزين للناس الباطل ويتخذ مثلاً وأشهر القدوات السيئة الشيطان (2).
يقول الله سبحانه وتعالى : ] لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21) [ سورة الأحزاب , قال القـرطبي في تفسيره : ( الأسوة القدوة , والأسوة ما يتأسى به أي يتعزى به فيقتدي به في جميـع أحواله ) , ويقـول الشيخ عبد الرحمن السعـدي : ( الأسوة نوعان؛ أسوة حسنة، وأسوة سيئة ) ، نخلص من هذا أن القدوة الحسنة تنطبق على من يتبع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم , فيكون متبوعًا في كلامه وأفعاله.
التقليد و الاقتداء
التأسي مطلب شرعي ومحمدة لصاحبه إذا كان من يقتدى به أهل لذلك كالأنبياء والصالحين وكل من سن في الإسلام سنة حسنة. ولكن الله عز وجل ذم من يقتدي بأهل الضلالة، قال تعالى {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} الزخرف آية 23. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل" رواه البخاري.
ومن يقلد أهل الضلالة في طريقة معيشتهم يقوده إلى تقليدهم في كل اعتقاداتهم ونظرتهم للأمور، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد بعث الله محمداً بالحكمة التي هي سنته، وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له فكان له من هذه الحكمة أن شرع له من الأقوال والأعمال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين فأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر، وإن لم يظهر لكثير من الخلق مفسدة ذلك؛ لأمور: منها أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال وهذا أمر محسوس. ومنها أن: أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والانعطاف على أهل الهدى والرضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأوليائه الخاسرين. وكلما كان القلب أتم حياة وأعرف بالإسلام كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً وظاهراً أتم، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد، ومنها أن مشاركتهم في الهدي الظاهر توجب الاختلاط حتى يرتفع التمييز ظاهراً بين المهديين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين"
إمامة محمودة و إمامة مكروهة:
بعض الناس يحب أن يكون قدوة يقتدى به في الخير؛ لما يعلم من عظيم الأجر والثواب الذي يصله من تأثر الناس بفعله وقوله كما قال تعالى: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} قال الحسن: (من استطاع منكم أن يكون إماماً لأهله، إماما لحيه، إماماً لمن وراء ذلك، فإنه ليس شيء يؤخذ عنك إلا كان لك منه نصيب). ومن دعاء الصالحين {واجعلنا للمتقين إماما} قال البخاري: أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا. وبض الناس يريد أن يكون رأساً في الدين ليشار إليه بالبنان ويعبد القلوب إليه ولينال بذلك حظوظاً دنيوية ـ والعياذ بالله ـ فهذه رياسة في الدين مذمومة بخلاف الرياسة المحمودة التي لا تريد شيئاً مما في أيدي الناس، وإنما تتمنى الازدياد من الأجر بقدر استفادة الناس منها. وكون الإنسان قدوة يتطلب منه أن يتخلق بأخلاق الأنبياء، وهذه تحتاج مجاهدة عظيمة، ومن صدق الله وفقه وأعانه وبلغه مقصوده.
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre