الشعب 3/6/2011
وأشهد أن لا إله إلا الله الغفور الشكور، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور المُؤمل لكشف كل كرب وجبر كل مكسور، وأشهد أن... بعثه الله بالهدى والنور، فأشرقت شمس الحق في كل الربوع والدور، وزكت النفوس العليلة فغدت في سعادة وسرور، ورضوان وحبور،
صلى عليك... اما بعد فأوصيكم... عباد الله:
الشعب: مجموعة من الأفراد أو الأقوام يعيشون في إطار واحد من الثقافة والعادات ضمن مجتمع واحد وعلى أرض واحدة، قال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}.
إنَّ أوَّل مقوِّمات الشعوب وأسُس أركانها، كتابُ الله وسنّة رسوله محمّد لانَّهما يمثِّلان المنهج الدستوريَّ في تشييد الصرحِ الحضاريّ الذي ينعَم بالسلام والأمن والعدل والرخاءِ والسعادة.
ومِن مقوِّمات الشعوب طاقتُهم البشريّة التي تأتلف فيها وتنسجِم جميعُ الأجناسِ والأطياف والقوميّات ممّا يرسم سبيلا واضحًا ودعما عظيما للتكامُل الذي تحتاجه البنيَة الحضاريّة، {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}. ومِن مقوِّمات الشعب ارضه وثرواته، والشعوب العربية خارِطُتهَا الجغرافية والاقتصاديّة لا تكاد تترك موقِعًا استراتيجيًّا ولا ثروةً من ثروات الأرضِ في الباطن والظاهر إلاّ ولها فيه قصَبُ السبق.
ومِن مقوِّمات الشعب التماسكُ الاجتماعيّ فيما بين أفراده، إنَّ الروابط التي أحكم وثاقَها الشرع الحكيمُ لإبقاء لُحمةِ الأمة بنيانًا يشدّ بعضه بعضًا هي التي جعلت هذه الأمةَ متجانسةً منسجِمة متحابّة، على الرغم من كل الأمواج والأعاصير التي تحاوِل النيلَ منها أو إثارة النّعَرات فيها، ففي الأمّة ولله الحمد من عواملِ التماسك والتشابُك ما لا يقبَل التشكيك {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ويقول : (المؤمِن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا).
إنَّ بناءَ الحضارة في ديننا مبادئُ وقِيَم، وليس مادّيّات واختراعات واكتشافاتٍ فحَسَب. إنَّ كِلا الطاقتين المادِّيّة والروحية محلُّ العناية في الإسلام، بالرّوحِ والمادّة جميعا يكون الإنسان متناسقا متوازِنا في التفكير والبناء والأخذ والعطاء.
إنَّ قوّةَ القِيَم والثقافة هي الحِصن المنيع لحماية الأمة، ولَئِن اصبح العالمُ قريةً واحدة بتلاشي الحدودِ الجغرافية الأرضيّة في الإعلامِ والاتصالات والمواصلات فإنَّ الحدود الثقافيّةَ والحضارية لا يُتَصوَّر تلاشيها ولا زوالها.
إنه لا يمكن أن تستعيدَ الأمّة مكانتها وتستردَّ عزّتَها وتقيمَ نهضتَها وتبني مجتمعَها إذا كانتِ الخلافات تمزِّقها والفتنُ تعصِف بها، فربّنا عز شأنه يقول: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وإنَّ مِن أهم ما يجِب التنبُّه له والتنبيه إليه في هذا العصرِ سلوك مسلكِ الوسط والاعتدال فدينُ الإسلام دين الحنفيّة السمحة، دين الوسطية والاعتدال، لا مكانَ للإصلاح حين تروج الكراهِية وتثورُ الأحقاد والضغائِن والبغضاء.
إنَّ المحبة والرفقَ وحسن الخلق والعفو والصفحَ وحسن الظنِّ هي الضمان بعد الإيمان بالله لصلاحِ الأمة واستقرار المجتمَع وأمان الوطن.
ما أصدَقَ أن يكون المؤمن مرآةَ أخيه، صِدقٌ في الاجتماع وصفاءٌ في النقاش وإخلاص في النوايا وعُمقٌ في التناصح من غير إلقاء بالتّبِعَة على الآخرين أو اشتغال بجلدِ الذات.
يجب النظَر في النقد والإصلاح والعيوبِ والنقائص بمصداقيّة وحياديّة، ومن ثَمَّ علاجُها بتخطيطٍ وعلم وتعاوُن في كلِّ هموم الأمّة؛ في الدين والاقتصادِ والسياسة والأمن والتعليم والعمَل.
قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
حاتم جميل السحيمات
وأشهد أن لا إله إلا الله الغفور الشكور، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور المُؤمل لكشف كل كرب وجبر كل مكسور، وأشهد أن... بعثه الله بالهدى والنور، فأشرقت شمس الحق في كل الربوع والدور، وزكت النفوس العليلة فغدت في سعادة وسرور، ورضوان وحبور،
صلى عليك... اما بعد فأوصيكم... عباد الله:
الشعب: مجموعة من الأفراد أو الأقوام يعيشون في إطار واحد من الثقافة والعادات ضمن مجتمع واحد وعلى أرض واحدة، قال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}.
إنَّ أوَّل مقوِّمات الشعوب وأسُس أركانها، كتابُ الله وسنّة رسوله محمّد لانَّهما يمثِّلان المنهج الدستوريَّ في تشييد الصرحِ الحضاريّ الذي ينعَم بالسلام والأمن والعدل والرخاءِ والسعادة.
ومِن مقوِّمات الشعوب طاقتُهم البشريّة التي تأتلف فيها وتنسجِم جميعُ الأجناسِ والأطياف والقوميّات ممّا يرسم سبيلا واضحًا ودعما عظيما للتكامُل الذي تحتاجه البنيَة الحضاريّة، {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}. ومِن مقوِّمات الشعب ارضه وثرواته، والشعوب العربية خارِطُتهَا الجغرافية والاقتصاديّة لا تكاد تترك موقِعًا استراتيجيًّا ولا ثروةً من ثروات الأرضِ في الباطن والظاهر إلاّ ولها فيه قصَبُ السبق.
ومِن مقوِّمات الشعب التماسكُ الاجتماعيّ فيما بين أفراده، إنَّ الروابط التي أحكم وثاقَها الشرع الحكيمُ لإبقاء لُحمةِ الأمة بنيانًا يشدّ بعضه بعضًا هي التي جعلت هذه الأمةَ متجانسةً منسجِمة متحابّة، على الرغم من كل الأمواج والأعاصير التي تحاوِل النيلَ منها أو إثارة النّعَرات فيها، ففي الأمّة ولله الحمد من عواملِ التماسك والتشابُك ما لا يقبَل التشكيك {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ويقول : (المؤمِن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا).
إنَّ بناءَ الحضارة في ديننا مبادئُ وقِيَم، وليس مادّيّات واختراعات واكتشافاتٍ فحَسَب. إنَّ كِلا الطاقتين المادِّيّة والروحية محلُّ العناية في الإسلام، بالرّوحِ والمادّة جميعا يكون الإنسان متناسقا متوازِنا في التفكير والبناء والأخذ والعطاء.
إنَّ قوّةَ القِيَم والثقافة هي الحِصن المنيع لحماية الأمة، ولَئِن اصبح العالمُ قريةً واحدة بتلاشي الحدودِ الجغرافية الأرضيّة في الإعلامِ والاتصالات والمواصلات فإنَّ الحدود الثقافيّةَ والحضارية لا يُتَصوَّر تلاشيها ولا زوالها.
إنه لا يمكن أن تستعيدَ الأمّة مكانتها وتستردَّ عزّتَها وتقيمَ نهضتَها وتبني مجتمعَها إذا كانتِ الخلافات تمزِّقها والفتنُ تعصِف بها، فربّنا عز شأنه يقول: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وإنَّ مِن أهم ما يجِب التنبُّه له والتنبيه إليه في هذا العصرِ سلوك مسلكِ الوسط والاعتدال فدينُ الإسلام دين الحنفيّة السمحة، دين الوسطية والاعتدال، لا مكانَ للإصلاح حين تروج الكراهِية وتثورُ الأحقاد والضغائِن والبغضاء.
إنَّ المحبة والرفقَ وحسن الخلق والعفو والصفحَ وحسن الظنِّ هي الضمان بعد الإيمان بالله لصلاحِ الأمة واستقرار المجتمَع وأمان الوطن.
ما أصدَقَ أن يكون المؤمن مرآةَ أخيه، صِدقٌ في الاجتماع وصفاءٌ في النقاش وإخلاص في النوايا وعُمقٌ في التناصح من غير إلقاء بالتّبِعَة على الآخرين أو اشتغال بجلدِ الذات.
يجب النظَر في النقد والإصلاح والعيوبِ والنقائص بمصداقيّة وحياديّة، ومن ثَمَّ علاجُها بتخطيطٍ وعلم وتعاوُن في كلِّ هموم الأمّة؛ في الدين والاقتصادِ والسياسة والأمن والتعليم والعمَل.
قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
حاتم جميل السحيمات
الثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات
» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
السبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة
» قلوب بحاجة الى ..... delete
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre
» الاقلام العملاقة...
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre
» سر ألوان الفراشات
الخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة
» قلب يُخجِل من حوله ..
الخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة
» برنامج الصائم...
الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre
» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
الخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre