واحة الروائع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نتشرف بتسجيلك ونتمنى لك اوقاتا مفيدة ورائعة
شكرا
ادارة المنتدى


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

واحة الروائع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نتشرف بتسجيلك ونتمنى لك اوقاتا مفيدة ورائعة
شكرا
ادارة المنتدى

واحة الروائع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
واحة الروائع

شريط الإعلانات ||

لتستمتعوا بالمنتدى اكثر استخدموا متصفح اكسبلورر
.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» الازمة الاقتصادية
أهمية القدوة I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 07, 2014 8:22 am من طرف حاتم السحيمات

» اكبر خمس اخطاء في التاريخ
أهمية القدوة I_icon_minitimeالسبت فبراير 16, 2013 1:57 am من طرف حسين الدرادكة

» قلوب بحاجة الى ..... delete
أهمية القدوة I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 10, 2012 1:33 am من طرف rbbe sahel amre

» الاقلام العملاقة...
أهمية القدوة I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 10, 2012 1:31 am من طرف rbbe sahel amre

» سر ألوان الفراشات
أهمية القدوة I_icon_minitimeالخميس أغسطس 09, 2012 5:14 am من طرف حسين الدرادكة

» قلب يُخجِل من حوله ..
أهمية القدوة I_icon_minitimeالخميس أغسطس 09, 2012 5:12 am من طرف حسين الدرادكة

» برنامج الصائم...
أهمية القدوة I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 08, 2012 11:44 pm من طرف حسين الدرادكة

» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
أهمية القدوة I_icon_minitimeالخميس يونيو 07, 2012 12:42 am من طرف rbbe sahel amre

» الاعجاز اللغوي والبياني في القرأن الكريم
أهمية القدوة I_icon_minitimeالخميس يونيو 07, 2012 12:40 am من طرف rbbe sahel amre

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 35 بتاريخ الأحد ديسمبر 25, 2022 3:54 pm


    أهمية القدوة

    avatar
    امال زيوت
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 86
    تاريخ التسجيل : 10/10/2011

    أهمية القدوة Empty أهمية القدوة

    مُساهمة من طرف امال زيوت الإثنين مايو 07, 2012 4:50 am

    أهمية القدوة
    القدوة الحسنة المتحلية بالفضائل والاستقامة تعطي الآخرين قناعة بأنَّ بلوغ هذا المستوى من الأمور الممكنة، وأنها في متناول قدرات الإنسان، ولا سيما في زمن الفتن وكثرة الصوارف.

    من يرتكب معصية يحذر ذنوب من يتبعونه

    من سن في الاسلام سن حسنة فله أجرها

    إن مستويات فهم العلم والقول عند الناس يتفاوت، لكن الجميع يتساوى أمام الرؤية بالعين لمثال حي، يكون أيسر وأقوى في إيصال المعاني وإحداث التغيير، ومن ذلك ما كان من تزويج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ابنة عمته من زيد بن حارثة مولاه الذي أعتقه؛ لكي يكون قدوة ومثالاً حياً للناس لما تأصل في نفوسهم من الفوارق الطبقية التي جاء الإسلام بإلغائها، وأنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.

    جعل الله عز وجل لعباده أسوة عملية في الرسل والصالحين من عباده ، وعدم اكتفائه بإنزال الكتب عليهم ، فأرسل الرسل ، وقصَّ على المؤمنين قصصهم وعرض سيرتهم ثم أمر باتباعهم ، والاقتداء بهم ، فقال : ( أولئك الذين هدى الله ، فبهداهم اقتده ... ) [ الأنعام ، 90 ] .

    1- إن القدوة الحسنة يثير في نفس العاقل قدرًا كبيرًا من الاستحسـان , فتتهيج دوافع الغيرة لديه، ويحاول تقليد ما استحسنه وأعجب به.

    2- إن القدوة الحسنة تعطي الآخرين قناعة بأن بلوغ هذه الفضائل من الأمور الممكنة.

    3- إن مستويات الفهم لكلام عند الناس تتفاوت ، ولكن الجميع يتساوى أمام الرؤية بالعين المجردة لمثال حي ؛ فإن ذلك أيسر في إيصال المفاهيم التي يريد المربي إيصالها للمقتدي.

    4- إن الاتباع ينظرون إلى القدوة نظرة دقيقة دون أن يعلم ، فرب عمـل يقوم به لا يلقي له بالاً يكون في حسابهم من الكبائر.

    2- إن من طبيعة البشر وفطرتهم التي فطرهم الله عليها : أن يتأثروا بالمحاكاة والقدوة ، أكثر مما يتأثرون بالقراءة والسماع ، ولا سيما في الأمور العملية ، ومواقف الشدة وغيرها ... وهذا التأثير فطري لا شعوري في كثير من الأحيان .
    3- إن أثر القدوة عام يشمل جميع الناس على مختلف مستوياتهم ، حتى الأمي منهم ، فبإمكان كل امرئ أن يحاكي فعل غيره ، ويقلده ولو لم يفهمه .

    لا يخلو كتاب في التربية من إيراد القدوة كإحدى الوسائل المهمة لفعاليتها، ففي دراسة أجريت على 446 شاباً و 94 فتاةً تبين أن 75% يرون أن وجود القدوة مهم جداً. وهي من أكثر الوسائل تأثيراً، وهذا لا شك يعود إلى رؤية الناس للنموذج الواقعي الذي يشاهدونه، وبدون هذا التطبيق الواقعي تكون التوجيهات كتابة على الماء لا أثر لها في قلوب المتلقين وعقولهم. فتلك التي تدعو إلى الصدق وتكذب ينقلب التقدير الواجب لها إلى استهجان واستغراب ممن يدعو إلى شيء ويخالفه.
    ولعظيم أهميتها ورد الحث على الاقتداء بالأنبياء عليهم السلام في كل الأمور ولذلك قال الله عز وجل :{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} الأنعام:90.
    فهم مضرب المثل في الصفات المتميزة؛ وذلك لأنهم نهضوا بأعظم وأخطر مهمة وهي إصلاح الناس، ولأن إصلاح الناس يتطلب مستويات عليا من الأخلاق كان لهم منها النصيب الكامل إعانة لهم للقيام بالمهام الشاقة. وفي هذا يقول الله عز وجل ممتناً على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم:4. ويقول ابن كثير عند قوله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} الأحزاب:21. هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله. ولهذا أمر الله تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه عز وجل (3).

    ومما يدل على أهميتها وجود تلك الغريزة الفطرية الملحة في كيان الإنسان التي تدفعه نحو التقليد والمحاكاة، وخاصة الأطفال، فهم أكثر تأثراً بالقدوة إذ يعتقدون أن كل ما يفعله الكبار صحيحاً (4). ورد في موسوعة العناية بالطفل: "يبدأ الطفل في سن الثالثة يدرك بوضوح أكثر أنه من الذكور، وأنه سيصبح يوماً ما رجلاً كأبيه، وهذا ما يحمله على الشعور بإعجاب خاص بأبيه وبغيره من الرجال والصبيان، إنه يراقبهم بدقة ويسعى جاهداً للتشبه بهم في مظهره وسلوكه ورغباته. بينما تدرك الطفلة بنت الثالثة أنها ستصبح امرأة فتندفع إلى التشبه بأمها وباقي النساء، إنها تركز اهتمامها على الأعمال المنزلية والعناية بالدمى على هيئة عناية أمها بالمواليد وتقتفي أسلوبها بالتحدث إليهم..." (5).
    ووجود القدوة الحسنة دعم لانتشار الخير؛ لأن الناس بفطرتهم يحبون محاسن الأخلاق ودرجات الكمال، وتعطيهم أملاً في الوصول للفضائل؛ ولذا كان من رحمة الله أن يوجد في الناس على مر العصور ـ حتى في أوقات ضعف الأمة ـ نماذج تبقى صامدة مجاهدة تتمثل الإسلام في أقوالها وأعمالها واعتقاداتها، ولكن قد يقل العدد أو يكثر بحسب قوة الأمة، ولكن لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة. وكثيرة هي القصص عن اهتداء كثير من الناس بمجرد رؤية صلاة خاشعة أو تصرف لبق في موقف صعب، وهذا كله بدون أن يشعر المقتدى به.
    يقول "محمد أمين المصري" ـ رحمه الله ـ: "وليس للمسلمين من سبيل إلا هذا السبيل، طليعة تتأسى خطوات محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه شبراً بشبر وذراعاً بذراع في كل ظاهرة وخفية وفي كل دقيقة وجليلة، في العبادة والتفكير والحرب والتدبير والسياسة والدعوة والجرأة والحكمة: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} الأنعام:153. ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. رجل العقيدة هو السبيل الوحيد لعلاج أنواع الانحرافات، ورجل العقيدة أعظم ذخر نقدمه للعقيدة وأكبر رصيد نعده في سبيل نصرتها"

    تشتد حاجة المسلمين اليوم إلى مثل أعلى يقتدون به ويقتفون أثره ويحذرون حذوه؛ وذلك بسبب ضعف فهم الناس للدين وقلة تطبيقهم لهم، ولغلبة الأهواء وإيثار المصالح العاجلة مع قلة العلماء العاملين والدعاة الصادقين، فنحن في هذه المرحلة من الزمن وقد بدت آثار الصحوة الحقة تبهت في مجتمعنا المسلم، قد تضاعفت حاجة المسلمين في مختلف أوساطهم وطبقاتهم إلى قدوات وريادات تكون أنموذجاً واقعياً ومثالاً حياً يرون الناس فيهم معاني الدين الصحيح علماً وعملاً، قولاً وفعلاً، فيقبلون عليهم وينجذبون إليهم؛ لأنَّ التأثير بالأفعال والأحوال أبلغ وأشدّ من التأثير بالكلام وحده، وقد قيل: شاهد الحال أقوى من شاهد المقال.
    ويشهد لأهمية ذلك أنَّ الله جلَّ وعلا جعل نبيه صلى الله عليه وسلم أسوة لمن بعده: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ..}، كما أمره أن يقتدي بمن سبق من الأنبياء: { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}. (الأنعام /90).

    كل مسلم داعية - علي الاقل بالقدوة
    معلّم الصف إذا دخن فعليه وزر مضاعف ، وزر أنه عصى الله ، والطلاب الصغار يرون معلمهم ، وهو قدوة لهم يدخن ، فيرون التدخين من لوازم القادة ، مثلاً .

    كل مسلم هو قدوة لآخرين و يحب أن يحرص علي أن تكون القدوة حسنة ليأخذ أجرهم
    أنَّ المسلمونَّ جميعاً قدوات بعضهم لبعض {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ..}؛ وذلك بسبب قوة علاقتهم بالله تعالى، "ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف".. كانت القلوب بالله متصلة وحريصة على تأدية أمانة هذا الدين.

    قد يتصور أن الدعوة لا يقوم بها إلا متخصصون يحسنون الحديث ويجيدون الخطب ، ويتقنون الكتابة ممن أعطاهم الله البيان والحكمة والأسلوب الحسن . ولو أدرنا النظر في تاريخنا لوجدنا أن انتشار الإسلام لم يقوم على خطب جهورية ، ولا محاضرات بيانية ولا كتابات متقنة وإنما انتشر على أيدي أناس حملوا الإسلام في ذواتهم فأصبحوا قدوات في جميع أعمالهم وعلاقاتهم وتحركاتهم ويقضتهم وسباتهم ، ولو كانت الدعوة بالخطب والمحاضرات والكتابات والمقالات إذا دعاة الإسلام قليل . ومن طبيعة البشر المتأصلة في نفوسهم أن عمل الداعية هو الباني والمؤثر في نفوسهم أكثر بكثير من خطبه ومحاضراته .

    كلما ارتفعت اتسعت دائرة مسؤوليتك ، معلّم الصف له حساب ، عنده ثلاثون طالبًا ، أما المدير فعنده سبعمئة طالب ، مدير التربية عنده محافظة بأكملها ، الوزير عنده القطر بأكمله ، فكلما ارتفع مقامك في العلم أو في المال أو في القوة ارتفعت مسؤوليتك ، ثلاث مراكز قوى ، في العلم أو في المال أو في القوة ، الآن وأنت في هذا المكان العلي إن أحسنت فلك الأجر ، وأجر من قلدك ، لأنك كبير في نظر الناس ، وإن أساءت فعليك الوزر مضاعف ، وزر معصيتك ، ووزر الجاهل الذي قلدك .

    القدوة الحسنة التي يحققها الداعي بسيرته الطيبة هي في الحقيقة دعوة عملية للإسلام، يستدل بها سليم الفطرة راجح العقل من غير المسلمين على أن الإسلام حق من عند الله . وتكمن أهمية القدوة الحسنة في الأمور الآتية :

    إن من الوسائل المهمة جدًا في تبليغ الدعوة، وجذب الناس إلى الإسلام، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ القدوة الطيبة للداعي، وأفعاله الحميدة، وأخلاقه الزاكية مما يجعله أسوة حسنة لغيره؛ فيقبلون عليه، لأن التأثر بالأفعال والسلوك أبلغ وأكثر من التأثر بالكلام وحده.

    فالقدوة الحسنة التي يحققها الداعي بسيرته الطيبة هي في الحقيقة دعوة عملية للإسلام، يستدل بها سليم الفطرة راجح العقل من غير المسلمين على أن الإسلام حق من عند الله . وتكمن أهمية القدوة الحسنة في الأمور الآتية :

    المثال الحي المرتقي في درجات الكمال: يثير في نفس البصير العاقل قدرًا كبيرًا من الإعجاب والتقدير والمحبة، فإن كان عنده ميل إلى الخير، تطلع إلى مراتب الكمال، وأخذ يحاول تقليد ما استحسنه وأعجب به، بما تولد لديه من حوافز قوية تحفزه لأن يعمل مثله، حتى يحتل درجة الكمال التي رآها في المقتدى به.

    القدوة الحسنة المتحلية بالفضائل العالية : تعطي الآخرين قناعة بأن بلوغ هذه الفضائل من الأمور الممكنة، التي هي في متناول القدرات الإنسانية، وشاهد الحال أقوى من شاهد المقال.
    إذا لم توفر لأبنائك نماذج القدوة الحسنة وفروها هم بأنفسهم

    المثال الحي المرتقي في درجات الكمال: يثير في نفس البصير العاقل قدرًا كبيرًا من الإعجاب والتقدير والمحبة، فإن كان عنده ميل إلى الخير، تطلع إلى مراتب الكمال، وأخذ يحاول تقليد ما استحسنه وأعجب به، بما تولد لديه من حوافز قوية تحفزه لأن يعمل مثله، حتى يحتل درجة الكمال التي رآها في المقتدى به.
    مستويات فهم الكلام عند الناس تتفاوت: ولكن الجميع يتساوى أمام الرؤية بالعين المجردة لمثال حي. فإن ذلك أيسر في إيصال المعاني التي يريد الداعية إيصالها للمقتدي

    وما فشل كثير من الآباء في تربية أبنائهم, إلا يوم ربوهم بالقول, وتركوا الفعل والعمل، قال تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [البقرة:44] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف:2].
    يريد الأب من ابنه أن يكون صادقاً بالقول, وهو فاجر كاذب, يتعدى حدود الله في القول، ويريد من ابنه أن يكون مصلياً محافظاً على الصلوات الخمس في الجماعة, وهو لا يعرف المسجد أبداً، فكيف يهتدي؟! كيف يكون الابن أميناً وأبوه خائن؟! والابن مُتَّقٍ وأبوه فاجر؟! إن الابن في مرحلة الشبيبة يقلد تقليداً تاماً.
    فمن الهدي والخير والسداد والمصلحة - يا عباد الله - أن نكون قدوة لأبنائنا في البيوت، نأمرهم بالخير ونأتيه، وننهاهم عن المنكر ونجتنبه؛ ليصلح الله لنا الظاهر والباطن، فإنه إذا أصلح أصلح.
    وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوهُ

    والقدوة الوالدية أيّاً كانت ـ أمّاً أو أباً ـ لها ميزاتها الخاصّة :
    أ . فهي الأعمق تأثيراً وبقاء في نفوسنا وبناء شخصياتنا .
    ب . تأثيرها يمتد مع الحياة ، فبعض بصمات هاتين القدوتين تبقى محفورة لا تقدر يد الأيام على محوها . فـ "العلم في الصغر كالنقش في الحجر"((3)) .
    ج . هي قدوة ملازمة لا تفارقنا ، وكأنّها جزء لا يتجزّأ منّا .
    د . هي قدوة حريصة مخلصة وتريد لنا الخير وتطمح إلى أن نكون أفضل منها ، وأن لا نكتفي بمجاراتها فقط .
    هـ . هي قدوة تلقائية تقدّم النموذج الحيّ المباشر من نفسها ، في كلّ كلمةِ حبٍّ وصدق ، وحركة عطف وحنان ، وموقف تضحية وإيثار .

    معلّمونا قدواتنا :
    يأتي المعلّم كمربٍّ في الدرجة الثانية بعد الأب والأم ، بل إنّ بعض المعلمين يفوق تأثيرهم تأثير الوالدين بما يستحوذونه من عقول وقلوب التلاميذ ، وبما يوجهونهم الوجهة الصالحة ، وهذا النوع من المعلمين تحديداً هو الذي قصده الشاعر بقوله :
    قمْ للمعلّم وفّهِ التبجيلا***كاد المعلّمُ أن يكون رسولا
    فكلٌّ منّا يتذكر جيِّداً معلّماً أو أكثر كانت له أياد بيضاء ، وبصمات عميقة في تربيته وبنائه ، وقد يمتدّ تأثير أحدهم إلى مستقبل الحياة ، حيث تجد تلميذ الأمس وقد أصبح معلماً أو موظفاً أو تاجراً أو مهندساً أو طبيباً أو محامياً ، أو في أيّة حرفة ومهنة ، يتمثّل أستاذه أمامه فيقتدي به في إخلاصه وتفانيه وسخاء عطائه واستقامة سلوكه .

    أصدقاؤنا قدواتنا :
    متى يكون صديقي قدوة لي ؟
    حينما يكون بمثابة الأخ الكبير ، أو الأخ المخلص الذي يريد لي الخير والصلاح والسعادة ، ويبتعد بي عن مواطن الانحراف والبذاءة والسوء والفحشاء والمنكر ، حينذاك يكون الصديق الصدوق ، والأخ الثقة الذي يعرّفني عيوبي ليقوّمني ، والذي أرى في سمته وهداه ومسيرته ما يرفع من درجة إيماني بالله ، وحبّي للخير ، وأملي بالنجاح ، وهو الذي أسمع منه وأرى ما ينزع أشواك الغلّ ونزغات الشيطان من صدري .
    هو الصديق الوفيّ المخلص الغيور على أخلاقي وديني وسمعتي ، وهو معلّم آخر يضاف إلى والديّ ومعلّمي.
    وحينما تعثر الفتاة على صديقة محتشمة نجيبة ، فهي ستتأثر بها ، وستنهل من أخلاقها وستكون قدوتها لا سيما إذا كانت لا تعيش العناد والإصرار والتساهل في الالتزامات الدينية ،

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 5:22 am